تتوالى الأحداث لينكشف أمامك شريط روائي واقعي بدأت فكرته عام 2003، يوم كان الدراجي يصوّر باكورته «أحلام» التي ترصد اللحظات الأخيرة من سقوط نظام صدام حسين والفوضى التي اجتاحت البلاد. «كنا نقرأ عن مقابر جماعية تُكتشف ومفقودين يُعثر عليهم فيها». ذلك الخبر بدوره نقله إلى زمن أبعد، إلى عمّته التي فقدت ابنها في الحرب العراقية الإيرانية. «كانت تبكي في الأفراح والأعراس. وأنا كنت أصغر من أن أفهم سبب بكائها. عدت بالذاكرة وبدأت التحضير لـ«إبن بابل» من أجل كلّ عراقي كان ضحية الاستبداد والاحتلال والاقتتال الطائفي» يقول.
تقنياً، يتقصّد الدراجي إظهار جمال العراق الطبيعي والشخصيات بلقطات عريضة مع كاميرا سينما سكوب. حتى أنه اختار ممثلين غير محترفين كالحفيد ياسر طالب، والجدة شاذات حسين التي هي فعلاً أم كردية، فقدت زوجها في ظل نظام صدام حسين.
مونتاج «إبن بابل» سريع كونه «فيلم طريق،» والمُشاهد دوماً في السيارة، حيث الكاميرا ترافق الشخصيات في محافظات العراق السبع. يتناول الشريط الحالة العراقية بإسهاب، من منظور
محمد الدراجي يتناول الحالة العراقية بإسهاب من منظور المرأة
هناك مشهد في «إبن بابل» يلمّح فيه عن مساوئ الاحتلال، في الباص الذي يمر بنقطة تفتيش أميركية، فيتعارك الركّاب مع جنود الاحتلال. ويخلص أحدهم إلى أنّه «إذا كان صدام خرا، فالأميركان أخرا». يُذكر أنّ السينمائي العراقي سيكون حاضراً في المهرجان لمواكبة الحدث ومناقشة الفيلم. علماً بأنّ الشريط الذي نال العديد من الجوائز، سينزل إلى الصالات اللبنانية ابتداءً من 30 الحالي، وسيكون بذلك أول فيلم عراقي يوزّع على الصالات اللبنانية.
«إبن بابل»: 7:00 مساء 23 أيلول (سبتمبر) الحالي