هذا الموسم أيضاً، نجحت ليلى علوي في الهرب من مسلسلات الثلاثين حلقة، فقدّمت قصّتين تجمعان بين الدراما والكوميديا، في وقت اختارت إلهام شاهين السير على الدرب نفسه... وإن اختلفت النتيجة
باسم الحكيم
أيقنت ليلى علوي في رمضان الماضي ضرورة الخروج من المطولات الدراميّة التي تقع في فخ التكرار والإطالة، وسرعان ما لحقتها إلهام شاهين. لم تشأ النجمتان أن تهتزّ نجوميتهما، فوجدتا الحل في مسلسلات الـ15 حلقة. هكذا نجحت ليلى علوي مرّة أخرى في سلسلة «حكايات وبنعيشها» من خلال لجوئها إلى الكوميديا الاجتماعيّة. وأدركت إلهام شاهين ألا طاقة للمشاهدين على متابعة مسلسلات تدور في حلقة مفرغة، فاختارت عملين يقع كل منهما في 15 حلقة أيضاً.
في الجزء الأول من مسلسلها، أطلّت شاهين على الجمهور بشخصية ندى، وهي المرأة المتزوّجة عرفياً وسراً، لكنّها سرعان ما تتهم بقتل زوجها. وجاء تجسيد النجمة المصرية الدور مقنعاً إلى حد كبير، إلى جانب المرونة الواضحة في أدائها. وقد ذكّرت الحلقات الأولى من «إمرأة في ورطة»، بمسلسل «نجمة الجماهير» الذي قدمته شاهين قبل سبع سنوات، والتقت فيه محمود قابيل بدور السفير العاشق الولهان بها. أما اليوم فتلعب شاهين دور الزوجة الثانية لقابيل. لكن علاقتهما مختلفة في هذا العمل، فموت قابيل يبدّل مسار الأحداث، وخصوصاً عندما تُتّهم شاهين بقتله.
من جهته، عرف المخرج عمر عبد العزيز، كيف يمسك باللعبة الإخراجيّة، غير أن الحبكة الدراميّة ليست بالقوة التي اعتمدها الكاتب أيمن سلامة في مسلسله الآخر «قضية صفيّة» أو في «ليالي» في الموسم الماضي. هنا، تبدو الخطوط الفرعيّة ضعيفة. مثلاً، تلعب عبير صبري دور صديقة شاهين، وتبدو حكايتها دخيلة كأنها وضعت لمجرد خلق حدث إضافي، للوصول إلى عدد الحلقات المطلوب. والضعف ينسحب على خط العلاقة بين حسين الإمام وعايدة رياض. ولعل ما أنقذ العمل من فشل محتم، هو عدد حلقاته القليل. وحبذا لو تهرب شاهين في الموسم المقبل إلى خيار ثلاثة مسلسلات، يقع كل منها في 10 حلقات.
ولا ينسحب تشويق القصّة الأولى على الثانية «نعم... ما زلت آنسة» (من سلسلة «امرأة في ورطة») التي تطرح قصة أمل التي تجاوزت الأربعين من دون زواج. الحكاية تنقصها الحبكة القويّة، وهي تسيء إلى النساء اللواتي قررن عدم الزواج. كما أن العمل لا يطرح القضيّة بالرصانة المنتظرة، بل يسخّف الموضوع، وخصوصاً عندما يصوّر نماذج عدّة أولها أمل (شاهين) التي لم تجد الشريك الذي تقتنع به. وعندما تتعرف إلى رجل أرمل، يُظهر اهتماماً بها، تقع في غرامه ثم تعيش صدمة نفسيّة لمجرد أنه يقبّل خد فتاة سيتضح لاحقاً أنها ابنته. وإن كانت ضغوط والدة أمل المسنة تبدو طبيعية وموجودة في مجتمعنا، فإن طريقة تعاطي شقيقة أمل وابنتها مع وضع «العانس» يبدو سخيفاً ومبتذلاً.
ولعل المعالجة في «عايزة أتجوز» مع هند صبري، رغم سخافته ومبالغة بطلته في الأداء، أفضل من «نعم... ما زلت آنسة»، بما أنه يتناول الموضوع بأسلوب كوميدي.
أما ليلى علوي فقد نجحت في الامتحان مجدداً. اكتشف الجمهور أن القصة الثالثة من سلسلة «حكايات وبنعيشها» التي تحمل عنوان «كابتن عفت» لا تقل في مستواها عن الحكايتين السابقتين «هالة والمستخبي» و«مجنون ليلى». ونجح العمل في الجمع بين الدراما والكوميديا مع تنفيذ جيد للمخرج سميح النقاش وتمثيل متقن ليس لعلوي فقط بل أيضاً لأسامة عبّاس، وضياء

«نعم... ما زلت آنسة» ذات حبكة ضعيفة تسيء إلى النساء العازبات
المرغني، وصبري عبد المنعم. كما يسجّل للكاتب محمد رفعت تأليفه عملاً متماسكاً، بحوارات منطقيّة وخفيفة الظل حتى مع الأطفال. إذ لم يتعامل معهم كمخلوقات ساذجة كما نراهم في غالبية الأعمال. بل يؤخذ بعض الضعف في الحبكة. هكذا لم يتمكن عابد فهد من التحدث بطلاقة ابن البلد الذي جسده، ففشل في الوصول إلى المشاهد المصري تحديداً، رغم أن حضوره كان محبّباً.
وتبقى الحكاية الرابعة «فتاة الليل» (كتبها حازم الحديدي وأخرجتها هالة خليل)، وهي ملأى بالتشويق، تقدم خلطة الرعب والكوميديا والرومانسيّة. ويؤدي باسم سمرة شخصيّة فارس الشاب الثلاثيني الجبان الذي يخاف من ظلّه، وهو لم يعثر على شريكة حياته، فيقنعه صديقه بزيارة أحد الدجّالين، ما يزيد الطين بلّة. وتتخذ الأحداث منحى جديداً وتنقلب حياة الشاب رأساً على عقب. ويُسجَّل أداء متميّز لباسم سمرة الذي يجتهد في كل أدواره، وتبدو لافتة إطلالة ليلى علوي في عمل مختلف عن الدراما السائدة. علماً بأن الحلقات التي لا تخلو من الإطالة، تعيد إلى الأذهان أحداث فيلم «وعاد لينتقم» مع عزت العلايلي. لكن الفرق أن الرعب في «فتاة الليل» اقتصر على الحلقتين الأولى والثانية.
على أي حال، أثبتت تجربة المسلسلات القصيرة أنها الرهان الأفضل، ولعلها ستنتشر أكثر في المرحلة المقبلة. وهي تعد إذا ما نفّذت على طريقة «حكايات وبنعيشها»، بنقلة جديدة على صعيد الدراما المصريّة.


مبالغة «ماما» سميرة

تلعب سميرة أحمد (الصورة) في مسلسلها الرمضاني «ماما في القسم» دور مديرة المدرسة التي لا تقبل الأخطاء. وتبالغ الممثلة المصرية في أكثر من مشهد في الاعتراض على الأخطاء التي تواجهها في الحياة اليومية. وهي الأخطاء التي تواجه أي مواطن ولكنه تعوّد التغاضي عنها. ولا يسلم أولاد أحمد في المسلسل أي رانيا فريد شوقي وياسر جلال وأحمد فهمي من غضب والدتهم وبحثها الدائم عن تصحيح الأخطاء. كما يجسّد محمود ياسين في العمل دور الأستاذ جميل أبو المعاطي الذي تصل طيبته ومثاليته حد السذاجة. ورغم ذلك، يمكن القول إن التركيبة الدراميّة مبالغ فيها، وخصوصاً لجهة علاقة البطلة المتوترة بأولادها.