سفيان الشورابي
هل يفعلها الإعلام المصري مجدداً؟ هل تعود العلاقة لتتوتّر بين مصر ودولة عربية أخرى بسبب مباراة كرة قدم؟ عادت هذه الأسئلة بعد المباراة التي جمعت أول من أمس الأحد فريقي «الأهلي» المصري، و«الترجي الرياضي» التونسي في مباراة الدور نصف النهائي لكأس أفريقيا للأندية. كادت المباراة تمرّ بسلام رغم هزيمة الفريق التونسي. إلا أن هيجان مجموعة من جمهور «الترجي» في الملعب، واعتداءها على أفراد الحماية المدنية، وُظِّفا سلباً في سعي واضح إلى زرع الغضب والتفرقة بين جمهورَي الفريقَين.
هكذا توجّهت تلقائياً عدسات تلفزيون «نايل سبورت» الحكومية خلال المباراة إلى الجمهور التونسي بهدف إظهار حالة الغليان التي اعترته، فأظهرت الشاشة صورة لمشجعي «الترجي» وهم يعتدون على «الحماية المدنية». لكن الكاميرا أغفلت نقل الأسباب التي دفعت هؤلاء إلى ردّ الفعل ذاك. ولم تقصّر مختلف وسائل الإعلام المصري في توجيه الاتهامات إلى جمهور «الترجي» من دون أن يُفتح أيّ تحقيق في الموضوع لمعرفة حقيقة ما حدث.
الضرب بالجزمة هو جزاء من يأتي إلى مصر ولا يحترمها (إ. ح)
باختصار، انحرف الإعلام مجدداً وتحوّل إلى عنصر مؤجج للحقد بين المجتمعات، والبحث عن هفوات لإعلاء نعرات التعصب والتطرف.