لن تدوم صور «بشير الجميل» وشعارات المقاومة المسيحية طويلاً على أبواب محلات الـ «بيغ سايل» في فرن الشباك، إذ من المتوقع أن يعاد افتتاحها خلال أيام ليترافق ذلك مع إزالة الشعارات المطلية، بعدما رُفعت «البضاعة المدنّسة» من داخل المحل، فيما تبقى الملاحقة القضائية لأصل الجرم قائمة. إعادة افتتاح تُبشر بفتح صفحة جديدة، فهل تنتهي فصول هذه المشكلة ـــــ الفتنة؟ الأصداء السائدة في منطقة فرن الشباك إيجابية في المبدأ. فقد أكدّ جيران المحل أن لا خلافات شخصية بينهم وبين صاحبه، كما أن معظم الذين التقتهم «الأخبار» أكدوا أنهم لا يحملون ضغينة للمالك علي فقيه، لكنهم لفتوا إلى أن ما حصل كان ردّ فعل طبيعياً على تدنيس مقدّساتهم.
هذا في ما يتعلق بالجيران، أما معلومات إعادة الافتتاح، فأكّدها مالك المحل المخلى سبيله علي فقيه، في اتصال مع «الأخبار». الجار ـــــ العدو لأيام معدودة، ذكر أن القاضي المنفرد الجزائي رولان الشرتوني أصدر قراره برفع أختام الشمع الأحمر عن المحلات منذ أيام، لكنه لفت إلى أن التأخر في إعادة الافتتاح مردّه إلى «انشغالات شخصية». ونفى ما يتردّد عن «انتظاره هدوء النفوس قبل الافتتاح»، مشيراً إلى أنه أجرى اتصالات مع مختلف الأطراف في المنطقة، وأكد أن لا مخاوف تحول دون عودته قريباً إلى العمل.
وفي هذا السياق، يستعيد منسق منطقة بعبدا في «القوات اللبنانية» جان أنطون لـ«الأخبار» بعض التفاصيل، فيقول إن فقيه اتصل به لحظة وقوع الحادث للاعتذار، فبادره أنطون بسؤال استنكاري: «إذا قلبت الأدوار، وحدا ارتكب هالهفوة، شو كان صار؟». يؤكد أنطون أن ردّ الفعل كان عفوياً، مثنياً على «اقتصارها على الشعارات من دون أن تتطور إلى أكثر من ذلك»! وأشار إلى أن موقف «القوات» جاء منسجماً مع الأهالي، فهم «سجلوا موقفهم لحظة الحادث عندما شاهدوا رمز الصليب على الحذاء»، مشيراً إلى أن حقهم وصلهم في حينها. وعن موقفهم من صدور قرار القضاء برفع أختام الشمع الأحمر، أكد أنطون أنه لا مشكلة لدى «القوات» في هذا الأمر، لأنها تحت سقف القانون.
هذا وعلمت «الأخبار» أن مصادر قضائية تستغرب تأخر أصحاب العلاقة في تنفيذ قرار رفع أختام الشمع الأحمر، وأشارت المصادر إلى أن الموظف المخوّل متابعة المسألة ينتظر حضور أصحاب القضايا للنزول معهم لتنفيذ القرار. يشار إلى أن القاضي الشرتوني حدد جلسة المحاكمة في السابع والعشرين من الشهر الحالي لاستجواب كل من علي فقيه ومصطفى شعيب في القضية، علماً أن الموزع المفترض للبضاعة المذكورة المعروف بـ«أبو فادي»، المجهول باقي الهوية، لا يزال متوارياً عن الأنظار.