يختلط السياح الأجانب باللبنانيين في بلدة أيطو في قضاء زغرتا. هؤلاء حضروا للمشاركة في رحلة «مشي في الطبيعة» على دروب بقعة جبلية خضراء من شمال لبنان. الموعد كان عند التاسعة والنصف صباحاً، أما التجمع فكان عند مزار القديسة رفقا في دير مار سمعان حيث لا تزال الجبال الصخرية وغابات الصنوبر عذراء لم تطأها أقدام البشر ولم تعبث بها أياديهم. التنوع وجمال الطبيعة دفعا المنظّمين إلى اختيار هذا الموقع من قضاء زغرتا الزاوية حيث تمتدّ المحميات الطبيعية والسياحية والتجمعات الحرجية من أرز، صنوبر، لزّاب وشربين. وهذه الأحراج محاطة بمجتمعات محلية تعمل على حمايتها والتأقلم معها. هكذا، قررت جمعية الميدان أن تنشر مبدأ السياحة البيئية المسؤولة، ما جعلها تلتقي وجمعية الشبان المسيحية، التي تنفذ مشروعاً في غابة الصنوبر في أيطو والقرى المجاورة.تولّت باصات ضخمة نقل نحو 300 شخص مشارك من معظم المناطق اللبنانية، قدموا للسير داخل الغابة للتعرف أكثر إلى الحياة البرية والطبيعية والتأقلم معها، وتعلّم كيفية العناية بها والمحافظة عليها، «وإلّا فستكون مثل هذه الرحلات مجرد رحلات عابرة، بل على العكس، علينا أن نعمم هذه التوعية في المجتمع اللبناني بقدر ما نستطيع» كما تقول مديرة البرنامج باتريسيا صفير. المشاركون انقسموا إلى قسمين، تألف القسم الأول من مجموعات عائلية تضم أولاداً دون الثامنة عشرة من العمر، وهؤلاء ساروا مسافة بطول كيلومتر ونصف الكيلومتر تقريباً. أما الفريق الثاني فمشى مسافة أطول امتدت لنحو ثمانية كيلومترات تحت إرشاد متطوعين شباب من بلدة أيطو وجوارها، استعانوا بخبرتهم الحرجية من أجل سلوك دروب محددة بين أشجار الصنوبر البري قبل أن يلتقي الجميع في نهاية المسيرة عند أسفل الوادي قرب كنيسة مار شليطا الأثرية في قلب الغابة حيث تناولوا الكبة والمجدرة والصعتر
البلدي.