مدّد مجلس الوزراء في جلسته التي عُقدت أمس، حصرية شركة طيران الشرق الأوسط (MEA) لفترة 12 عاماً، أي دون الفترة التي تطلبها بثماني سنوات. تمديد يعني أنّ الكثيرين سيبقون محرومين من السفر إلى لبنان على نحو دوري بسبب ارتفاع الكلفة. عدم التمديد للشركة أو خفض فترة الحصرية على نحو أكبر كانا خيارين بعيدين عن الواقع نظراً لحجم المصالح التي يبدو أنها تسيطر على القطاع؛ ولكن كانت من مسؤولية الوزراء إزاء المغتربين والسياح في آن معاً البحث بها. فعلى سبيل المثال، ووفقاً للمعلومات التي نشرتها «الأخبار» أن الفريق الاقتصادي لرئيس الحكومة أعد دراسة خاصة بهذا الأمر خلصت إلى أنّ الحصرية بالشكل المقترح هي خارج المنطق وتنافي مبدأ الاقتصاد المنفتح والسوق الحرة التي يُفترض أن تتيح ــ بوجود رقابة رسميّة ــ خيارات أفضل لصالح المستهلكين. لكن القضية لا تتعلّق فقط بالحصرية، إذ شهدت الجلسة، وفقاً لما توضحه مصادر وزارية، طرح السماح لشركات أخرى بتسيير رحلات على خطوط لا تعمل عليها «MEA» لتأمين الخيار للبنانيين والأجانب بكلفة أدنى. غير أنّ الإخراج الغريب الذي طرحه أحدهم في هذا السياق تمثّل بالتالي: يُمكن السماح لشركات أخرى بتشغيل تلك الخطوط ولكن عندما تدخل «الشرق الأوسط» على هذا الخطّ يكون الخط حكراً لها!
يعكس هذا الأمر طريقة تفكير عقل سياسي لا يبدو أن هواجسه الصالح العام، بل الحفاظ على مستويات سعرية مرتفعة لكي تُحقّق «MEA» أربحاحاً اصطناعيّة على فرض احتكارات ثنائية على خطوط أساسية، رغم أن حصتها من الرحلات لا تتجاوز 37%. على أي حال ووفقاً للقرارات التي أعلنها الوزير وائل أبو فاعور، فإنّ المجلس كلّف وزير الأشغال العامّة والنقل، غازي العريضي، الذي يُعدّ الوصيّ الأوّل على قطاع النقل الجوي، تقديم الاقتراحات خلال شهر حول إمكان تسيير رحلات على الخطوط التي لا تشغّلها «MEA».
(الأخبار)
1 تعليق
التعليقات
-
12 عاماً جديداً من احتكار MEAتذاكرالميدل ايست من بين الأغلى في العالم! والأمثلة كثيرة. يعني الناس مستعدة تدفع شوي زيادة دعماً للشركة الوطنية، بس مش دوبل ! والبعض إذا عرف إنو الأسعار "نزلت" ايه بينزلوا "مرتين علبنان بدل المرة كل سنة أو سنتين! إستراتيجية الميدل ايست هي: الهروب إلى الأمام، فبدلاً من "استيعاب" الركاب الذين يستعملوا شركات اخرى، عبر تخفيض الأسعار، بتطير الطيارة ، ب 50% أو أكثر بشوي من الركاب ! كيف بعد كل سنوات الإحتكار، دون تقديم أسعار منافسة، يريدون إبقاء الوضع على ما هو عليه ل 12سنة قابلة للتمديد ! وإلا، كيف حيعملوا بعدين؟ ليش (وبمنأى عن الإعتبارات السياسية- كلها !) ما بيفتحوا مطار القليعات للرحلات المخفضة، وبيخلوا "بيروت" "للبرستيج" (مثل قصة تقنين الكهرباء، 21ساعة لبيروت، وباقي لبنان "زبالة" ) إفتتاح مطار في الشمال، ينعش المنطقة إقتصادياً، ويوفر على أهالي الشمال عبىء القدوم الى بيروت، (منصير نحنا نطلع عالشمال !) وإذا كان "Low Cost" بينعش جيبة المواطن المتواضع، واللي مصرياتو كتار، بيستعمل مطار بيروت. على الرغم من إحتكارهم للأجواء، و إحتقارهم للبنانيين (المقيمين و المغتربين معاً) وبكل وقاحة، طالبو تمديد الإحتكار 20سنة ! طيب، ضحكوا عالناس و أعطوهم "فقط" 12 سنة، يعني تكبدوا يا لبنانيي غلاء التذاكر من و الى لبنان، ل 12 سنة إضافية، وما عجبكم، روحوا بلطوا البحر !