خاص بالموقع- هي ليست المرة الأولى التي ترمى فيها النفايات الصناعية في مجاري الأنهار في لبنان. لكن اللون الأحمر الذي صبغ نهر بيروت أمس، كان فاضحاً بما يكفي لإثارة انتباه المواطنين ولتحرك وزارة البيئة والنيابة العامة، فيما أخذ فريق من غرينبيس ـــــ لبنان عيّنات من المياه لفحصها.
التلوث ـــــ الفضيحة أبلغ به أحد المواطنين الذين يسلكون طريق جسر الواطي، بعدما لاحظ أن مياه النهر مصبوغة باللون الأحمر، وجرى التواصل مع قيادة شرطة بيروت في قوى الأمن الداخلي، وذلك لوقوع مجرى النهر ضمن نطاقها الإقليمي، وعملت دوريات على تعقب اللون الأحمر في مجرى النهر من مصبه في البحر لجهة الكرنتينا وصعوداً إلى قناطر زبيدة في محاولة لمعرفة مصدر هذه المادة الحمراء. وقد أعلمت النيابة العامة بالأمر.
وأكد الفريق الذي تعقب مجرى المياه في اتجاه قناطر زبيدة حيث يجري النهر في أحد أكبر روافده، وصولاً إلى منطقة الشيفروليه، أن مصدر هذه المادة الملتبسة هو أحد المجارير التي تصب في مجرى نهر بيروت وتغير اللون إلى الأحمر. وقد أخذت عينات من المياه من مصدرها المفترض لإخضاعها لفحوص مخبرية لتحديد المادة الملوثة، بعد أخذ عينات أخرى من أماكن أعلى، فيما تجري السلطات المختصة بناءً على إشارة النيابة العامة الاستقصاءات لمعرفة الجهة التي رمت بهذه الكمية الكبيرة من اللون الأحمر.
بدوره، أعلن مسؤول الحملات في غرينبيس ـــــ لبنان ريان مكارم، أن فريقاً من المنظمة سيفحص عينات المياه الملوثة، وسيُطلَع الرأي العام على النتائج.
وفور علمه بالحادث، كلف وزير البيئة ناظم الخوري، فريقاً متخصصاً من دائرة مكافحة تلوث البيئة السكنية في الوزارة برئاسة بسام صباغ، التوجه إلى منطقة نهر بيروت للكشف على مياه النهر التي صبغت باللون الأحمر ووضع تقرير في أسباب التلوث ومعرفة المادة التي تدفقت في مجرى النهر ومصدرها وتحديد نوعيتها.
وأكد وزير البيئة أن «أي تعدٍّ على مواردنا الطبيعية غير مسموح، وأن مجاري الأنهر وشواطئ البحر ليست مشاعاً عاماً كي تستباح ولا تحترم»، مؤكداً أن «مثل هذه التعديات هي التي دفعتنا إلى إقرار مرسوم إنشاء نيابة عامة بيئية لملاحقة كل المرتكبين الذي يعتدون على الطبيعة». وقال: «إن أول ردّ فعل للمهندس المشرف كان أن المشهد مخيف، لكن لم يُحدَّد سبب التلوث بعد؛ لأن المصدر هو مجرور. لكن يرجح أن يكون المصدر من بلدية الحازمية أو بعبدا. لذلك، أطلب من بلديات الحازمية وبعبدا والجوار التعاون بأسرع وقت لتحديد مصدر التلوث ونوعيته».
وأشار إلى أن «الاحتمالات هي أن يكون مصنع قد رمى أشياء ملوثة، أو مسلخاً أو مزرعة غير مرخصة تضع ملوثاتها في شاحنات وصهاريج ثم ترميها في المجارير، ويجب مقاضاة كل من هو مسؤول». وطلب من «كل مواطن أن يكون خفيراً في موضوع البيئة، ولا سيما أن إمكانات الوزارة محدودة، ومن هنا أهمية التعاون مع المجتمع الأهلي والمجتمع المدني».
وكشف شاهد عيان بالقرب من المجرور الذي تدفق منه الصباغ الأحمر إلى النهر أن «هذه المسألة قديمة، لكن الألوان التي كانت تستخدم لم تكن فاضحة إلى هذا الحدّ، أما اللون الأحمر اليوم فقد فضحهم»، مشيراً إلى أنه كان دائماً يتصل ببلدية فرن الشباك عندما يرى ألواناً غريبة.
ونفى رئيس بلدية الحدث جورج عون في حديث لموقع «النشرة» أن يكون في بلديته أي دبّاغة، داعياً إلى انتظار نتائج التحقيقات، فيما توقع النائب عن قضاء بعبدا حكمت ديب أن تكون المواد كيميائية، رافضاً بدوره الدخول في التفاصيل بانتظار التحقيقات. ولفت إلى أن أقرب دباغة إلى الحدث تقع في منطقة وادي شحرور.
بدوره، نفى رئيس بلدية الحازمية جان أسمر أن تكون بلديته مصدراً لهذه المواد الملونة، مؤكداً أنه «أُخذت عينة من المياه في الحازمية وخضعت للبحوث وتبين أنها غير ملوثة». وكشف أن «مصدر هذا الأنبوب هو الخط الرئيسي لتصريف مياه الأمطار، وهو يصب تحت الجسر الذي يربط سن الفيل وفرن الشباك».

(الأخبار)