كان متوقّعاً أن تنعكس الحرب الدائرة في غزّة، والتي انتقلت إلى جنوب لبنان، على حركة السياحة في لبنان. إلا أن أرقام مطار بيروت، تشير إلى انخفاض حجم الوافدين في الأشهر الأربعة الأولى من السنة الحالية بنحو 5.81% مقارنة بنفس المدة من السنة السابقة. إذ دخل إلى لبنان في هذه الفترة 871 ألف شخص مقابل 925 ألف شخص في نفس الفترة من عام 2023. وبالنظر إلى أرقام مصرف لبنان حول الوافدين، يظهر أن الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2023، التي بدأت فيها الحرب، شهدت انخفاضاً في الوافدين بنسبة 17.1% مقارنة مع نفس المدة من السنة السابقة، إذ انخفض العدد من 757 ألف شخص إلى 624 ألف شخص.هذا الفرق طبيعي، فمن ناحية انخفض عدد الرحلات الجوية إلى لبنان في بداية الحرب بسبب توقّف شركات التأمين عن تغطية الرحلات القادمة والخارجة بسبب مخاطر الحرب. ومن ناحية أخرى، في تلك المدة كانت حالة عدم اليقين حول ما سيحدث سائدة، إذ بقي الحديث عن احتمالات نشوب حرب شاملة قائماً حتى بداية السنة الحالية عندما انخفضت هذه الاحتمالات وتوضّح مجرى الصراع أكثر. إلا أن انخفاض 5.8% في بداية عام 2024 هو رقم جيد نظراً إلى وجود لبنان في حالة حرب عملياً، واستمرار توافد السائحين والمغتربين بأعداد لا بأس بها سينعكس بشكل جيد على التوقعات الاقتصادية لهذه السنة. فهذا الأمر سيسهم في إيرادات نقدية، هي عبارة عن إنفاق هؤلاء الوافدين في البلد. لكن المشكلة في الحرب تبقى في توقّف جزء مهم من الحركة الاقتصادية في منطقة الجنوب، وخصوصاً حيث تتركّز المعارك في المنطقة الحدودية، وقد انعكس هذا الأمر على مناطق أخرى في الجنوب حيث توقّف جزء من الاستثمار بسبب ارتفاع المخاطر والخوف من خسارة الاستثمارات.