لا يمتلك المسنّ ترف الوقت لانتظار 19 سنة أخرى من أجل إقرار قانون يحميه خلال فترة تقاعده، التي تشكّل قرابة 25% من عمر الإنسان، يقضيها المسنّون خارج أيّ مظلّة تقيهم شرّ «أرذل العمر» في بلد لا نظام حماية اجتماعية فيه يحتضنهم، ولا سياسات ترعاهم، وتتراجع فيه خدمات دور الرعاية. حتى مظلّة العائلة باتت مهدّدة بعدما دُفع الأبناء إلى الهجرة، ومن بقي من الشباب هنا قد لا يجد وقتاً للاهتمام بأهله في ظلّ اضطراره إلى مزاولة أكثر من عمل. وليس مبالغة القول إن الكثير من بيوت اللبنانيين، ولا سيّما في القرى، باتت دوراً غير معلنة للمسنّين، لكن من دون وجود من يهتمّ بهم فيها. كبارنا، أبرز ضحايا الأزمة ولو لم يعرفوا عنها الكثير. أيّ مرض يصيبهم قد ينهي حياتهم، وكلّ وداعٍ لأولادهم يقصّر في أعمارهم. ولكي لا يبقوا غير مرئيين، محاولة من «الأخبار» للإضاءة على جزء من واقعهم