مرّ أسبوعان على نفوق دلفين على شاطئ مدينة صور ولم تعرف الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى ذلك رغم العديد من الفرضيات التي تحدّث عنها آنذاك الخبراء في مجال البيئة والأحياء البحرية، وكانت إحدى تلك الفرضيات وأخطرها تتمثّل باستخدام الديناميت في صيد الأسماك من قبل بعض الصيادين المتفلتين من رقابة القوى الأمنية اللبنانية وغياب أجهزة الرقابة الفعلية في وزارة الزراعة التي تفتقر إلى عناصر بشرية متخصّصة لمراقبة عمل صيادي الأسماك من أجل الحفاظ على الثروة السمكية في لبنان ووضع حدّ للاعتداء على البيئة البحرية.
إدارة محمية شاطئ صور الطبيعية فعّلت جهاز الرقابة لديها على طول الساحل الجنوبي الممتد من صور إلى الناقورة لمراقبة الشاطئ بعد جنوح الدلفين ليُفاجأ المراقبون بوجود سلحفاة من نوع السلحفاة ذات الرأس الضخم نافقة على رمال شاطئ المحمية كانت قد قذفتها أمواج البحر بعدما علقت في شرك من مخلفات شباك صيادي الأسماك التي تبقى في قعر البحر وتؤثر سلباً على الأحياء البحرية كافة وعلى الغواصين أيضاً.

لطالما شكّل الشاطئ الرملي الواقع ضمن نطاق محمية شاطئ صور الطبيعية ملجأً طبيعياً للسلاحف البحرية الآتية من البحار البعيدة والمحيطات لتتزاوج وتضع بيوضها في رمال الشاطئ المخصّص لها في هذه الفترة من السنة، إذ تعتبر المنطقة العلمية المخصصة لمراقبة السلاحف البحرية بيئة نظيفة وآمنة لها على شاطئ صُنّف من ضمن أجمل خمس شواطئ في الشرق الأوسط بسبب نقاء مياهه، إضافة إلى أنّه مقصد للغواصين الذين يأتون إليه لاستكشاف الآثار الغارقة في البحر. لكن وجود أطنان من مخلفات شباك صيادي الاسماك يشكّل خطراً حقيقياً، بحسب ما كشف لـ«الأخبار» رئيس المركز اللبناني للغوص، يوسف الجندي، الذي دقّ ناقوس الخطر ودعا إلى استنفار بيئي لتنظيف البحر منها، وأكد أنّ التلوّث البحريّ لم يعد مقتصراً فقط على النفايات ومجاري الصرف الصحي في قاع البحر، بل هنالك ملوّثات موجودة في قعر البحر أيضاً، تتمثل بأطنان من شباك الصيادين تتحوّل إلى مصيدة للأسماك والسلاحف التي تعلق بها وتتسبب بنفوقها.

من ناحيته، دعا مدير محمية شاطئ صور الطبيعية، حسن حمزة، إلى «تكثيف الجهود وإطلاق حملة من أجل إخراج كلّ الشباك العالقة في أعماق مياه البحر التي تشكّل خطراً على السلاحف وإزالتها كي نساعدها من أجل البقاء على قيد الحياة في هذه المنطقة من ساحل المتوسط». وجدد دعوته الصيادين إلى أن يساعدوا «في تحرير السلاحف إذا ما علقت في شباكهم خصوصاً أنها مهدّدة بالانقراض وهي عامل يساهم في عملية التوازن الطبيعي في البحر لأنها تشكل العدو الطبيعي لقنديل البحر».