جريمة بيئية صادمة وغير مسبوقة حلّت على قرية سرجبال الشوفية، صباح يوم السبت الماضي، عندما استفاق الشيخ نبيل العياص- من أكبر نحّالي لبنان- ليجد منحله، الذي يضمّ حوالي الـ300 خلية، معرّضاً للرشّ بمواد سامة أدّت إلى نفوق جميع النحل، حيث لم تسلم أيّ من الخلايا الموجودة في منطقة حرجية بعيدة عن الناس وغير زراعية ولا تشكل أذىً لأحد.
العياص، الذي نشر فيديو شكر فيه كلّ المتضامنين معه مذيّلاً كلماته بعبارة «الله يعوّض عواض مبارك»، قال إنّ «الجريمة من أقذر الجرائم البيئية ويندى لها الجبين، وسيتمّ حرق كلّ المناحل التي تعرّضت للسم كي لا تنتقل المواد السامة إلى مناحل أخرى سليمة»، وأشار إلى أنّ تسميم النحل تمّ «بقصد الأذى».

من جهته، استنكر مدير محمية أرز الشوف، نزار هاني، الجريمة، مطالباً بفرض «أقصى العقوبات إذا تبيّن أنّ الأذى شخصي لأنّه ألحق الأذى بالنحال والطبيعة وبسمعة لبنان بالمجمل».
(الأخبار)()


وقال لـ«الأخبار» إنّنا «أخذنا عيّنات دقيقة جداً وأرسلناها إلى المختبر الوحيد في لبنان الذي يستطيع أن يفحص المادة المسمّمة إن كانت مبيداً حشرياً مرشوشاً أو أيّ نوع من الأدوية الزراعية»، لافتاً إلى أنّنا «بانتظار النتائج الإثنين المقبل».

وأشار إلى أنّ الشيخ نبيل «شخصٌ مسالم لا أعداء له ومن أكبر النحالين في البلد لديه 1000/900 قفير نحل، كما أنّ النحلات بعيدة عن المنازل والأراضي الزراعية»، مضيفاً أنّ «الخسارة المادية كبيرة حيث إنّ تكلفة القفران والعسل تبلغ حوالي 36 ألف دولار أميركي».

ولفت إلى أنّ القوى الأمنية أولت اهتماماً خاصاً بالحادثة، كما أكدت وزارة البيئة أنّها جاهزة للمساعدة.

وتحدّث هاني عن العقبات التي تواجه النحالين وتقلّص إنتاج العسل عالمياً قائلاً: «إن النحّالين يواجهون التغيرات المناخية والاستعمال غير المنظم للمبيدات، بالإضافة إلى العمران الذي يقلّص المساحات التي يسرح فيها النحل»، لافتاً إلى أنّ قطاع النحل في الشوف قطاع قوي.
(الأخبار)()