لمواجهة برد الشتاء وفي ظلّ ارتفاع أسعار المحروقات، اندفع كثير من المقيمين في المناطق الجبلية إلى الطبيعة لقطع الأشجار وتحويلها إلى حطب. ومَن لم يجدْ أشجاراً لقطعها أو لم يتمكّن من شراء الحطب، حرق الأحذية والثياب القديمة في سبيل الحصول على القليل من الدفء خلال الشتاء القاسي.
لكنّ لجنة إدارة محمية أرز الشوف، وجدت طريقة صديقة للبيئة. إذ جدّدت طريقة الأجداد في التدفئة بأقل تكلفة لشراء الحطب و«القراعة» التي توضع في «الوجاقات» الجبلية. ابتكرت «الوقدة البيئية» بالتعاون مع أحد المعامل الخاصة في المنطقة بتمويل من المحمية وجهات مانحة. وهي عبارة عن «70% من جفت الزيتون و30% من بقايا الأشجار أو الأغصان المفرومة»، بحسب المهندس الزراعي نجاد سعد، منسّق الحقل في محمية أرز الشوف.

وفي تفاصيل عملية التصنيع، تبدأ بعد جمع نتاج تشحيل الأحراج الذي يفرم بآلة خاصة ويُحوّل إلى مسحوق يُخلط مع جفت الزيتون. الخليط يُكبس وينتج عجينة توضع في آلة إسطوانية لتقطيعها قبل ترتيبها في صناديق بلاستيكية تُعرّض لأشعة الشمس والهواء لحوالي عشرين يوماً لكي تجف.

بحسب سعد، أنتجت المحمية «حوالي 120 ألف وقدة بيئية تمّ توزيعها على 12 قرية من قرى المحيط الحيوي في محمية أرز الشوف بشكل مجاني للأفراد في ظلّ هذا الوضع الاجتماعي السيء».

أما بالنسبة للزبائن، فإنّ طناً واحداً من الوقدة البيئية يبلغ سعره مليوني ليرة لبنانية كحدّ أقصى.
الأخبار()


اعتماد الوقدة للتدفئة هذا العام كان مفيداً بسبب حاجة المواطنين في الأعالي إلى ساعات أكبر للتدفئة بسبب البرودة الاستثنائية التي ضربت المنطقة أخيراً. ويشير سعد إلى أنّ «استهلاك الطاقة كان مرتفعاً جداً مقارنة مع السنة الماضية. وتُقدّر حاجة البيت من الحطب بحوالي خمسة أطنان. فيما تبلغ حاجته من الوقدة حوالي ثلاثة أو أربعة أطنان»، لافتاً إلى أنّ لدى جفت الزيتون كمية طاقة كبيرة تصل إلى 18 megajoule لكلّ كيلوغرام. ما يجعله بديلاً ممتازاً للفحم أو للحطب».

أبرز ما أنجزته المحمية من مبادرة الوقدة «وقف التعدي على الأحراج والتخلص من جفت الزيتون الذي أصبح عبئاً بيئياً»، بحسب سعد الذي لفت إلى العمل على تعميم التجربة للتقليل من قطع الأشجار بشكل جائر في الغابات والأحراج وكي نخلق بعض فرص العمل».