ينعقد منذ صباح اليوم، في بلدية الغبيري، في الضاحية الجنوبية لبيروت، «المؤتمر الإسلامي العربي لمناهضة التطبيع التربوي»، بدعوة من «مركز الدراسات والأبحاث التربوية» و«اتحاد المعلمين العرب»، وبرعاية من وزير الثقافة محمد مرتضى.
ويعالج المؤتمر أربعة محاور؛ هي: «دور المؤسسات التربوية والأكاديمية في مناهضة التطبيع التربوي، التطبيع في المناهج التربوية والتعليمية بين الواقع والمناهضة، دور البحث العلمي في مناهضة التطبيع التربوي ودور الإعلام في مناهضة التطبيع التربوي».

وكان وزير الثقافة محمد مرتضى قد افتتح مؤتمر «مناهضة التطبيع التربوي» بدعوته إلى «ألّا نكتفي بردود الفعل، وإنما عقد العزائم والأفكار على العمل بصورة إيجابيةٍ لإبراز عناصر شخصيّتنا القومية، بمقوّماتها الثقافية ومكوّناتها الاجتماعية، لإيضاح حقيقتنا الحضارية التي تفضح ادّعاءات الاحتلال وبطلانها».

وحثّ مرتضى على ممارسة «التطبيع الحقيقي» من خلال «إعادة الأمور إلى طبيعتها، أي باجتثاث الاحتلال وتحرير الأرض واسترجاع الحقوق»، مشدداً على رفض «التسليم بالاحتلال» أو «تسويق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية معه».

بدوره، أعلن المنسّق عبد الله قصير أن «مركز الأبحاث والدراسات التربوية» قام مع «اتحاد المعلّمين العرب» خلال العامين الفائتين بـ«رصد ومسح علمي شامل للبرامج والمناهج التعليمية العربية، وقد وجدنا فيها العجب العجاب، من ضروب التّشويه للتاريخ والحقائق في ما يخصّ الصراع العربي الصهيوني».

وبيّن أن «التطبيع التربوي يهدف لاختراق جميع حصوننا الثقافية والفكرية والتربوية واجتثاث ثقافة المقاومة والرفض للعدوان الصهيوني وإحلال ثقافة الذّل والهوان والاستسلام للمحتل محلّها»، داعياً إلى «تحمّل المسؤولية من قبل أصحاب العلم والوعي والمربّين والباحثين وأصحاب الأقلام ووسائل الإعلام وكل من يؤمن بالقضية المركزية للعرب والمسلمين».

أما الأمين العام لـ«اتحاد المعلّمين العرب»، هشام مكحّل، فأكد وجوب «مقاومة التطبيع التربوي بلا هوادة، بكل الأساليب وأطراف المنظومة المقاومة: من خلال الأسرة، والمدارس والجامعات والمعاهد والكلّيات»، مشدداً على ضرورة «إشراك الاتحادات الشعبية والمهنية العربية في هذا الدور، لا سيّما إذا ما استخدمنا سلاح المقاطعة الذي لا بدّ منه».

ويشارك في مؤتمر «مناهضة التطبيع التربوي» باحثون من لبنان، سوريا، إيران، البحرين، باكستان، الجزائر، مصر، المغرب، تونس، اليمن والعراق. وهو ينعقد بحضور ممثلي سفارات وقنصليات، بعثات تربوية وثقافية في لبنان، مدراء مراكز أبحاث وباحثين ونخب تربوية أكاديمية، ممثلي أحزاب وهيئات وقوى وفصائل لبنانية وفلسطينية وعربية، بالإضافة إلى رؤساء ومدراء وممثلي مؤسسات تربوية وتعليمية واجتماعية وكشفية وإعلامية.

وستختتم أعمال المؤتمر اليوم بالإعلان عن التوصيات، التي ستتابع من قِبل أمانة سر دائمة منبثقة منه. وسيتمّ العمل على تحويل التوصيات إلى خطط وبرامج تترجم أهداف وغايات المؤتمر.