تُفتقد «البركة» من موسم قطاف التفاح الحالي في جرد جبيل. فالهموم المعيشية التي تُثقل كاهل المزارعين، انعكست على حماسهم في جني تعب العام.
حالياً، يستعجل مزارعو إهمج والعاقورة وجاراتها الجبيلية بقطاف تفاحهم، قبل بدء هطول الشتاء وحبّات البَرَد، التي تفسد التفاح وتُلحق به ضرراً. وتتنوع أصناف التفاح الجبيلي الذي ينتظر التصريف الذي يستحقه في الأسواق المحلية والخارجية، من الموشّح والسكّري والجبلي إلى الساحلي والحامض.

(ليا سعد)

ويتمّ القطف على مراحل وبحسب النوع. فبعض التفاح يُقطف قبل غيره، كالتفاح الأحمر الذي ينضج قبل التفاح الأصفر. وهذا العام، يواجه المزارع الجبيْلي واللبناني تحديات كثيرة، أصعبها تصدير الإنتاج في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة والتوضيب والتصدير، مع انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار.

ومن التحديات الأخرى، صعوبة تخزين الإنتاج في برّادات التفاح التي قلّ عدد العاملة منها، مع ارتفاع كلفة التخزين بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.

في برّاد إهمج في جرد جبيل، يتزاحم مزارعو المنطقة والضيع المجاورة، كالعاقورة وتنّورين، لتخزين محصولهم بانتظار تصريفه. في الإطار، أوضح المزارع بيار متّى العوائق التي يواجهها في حجز مساحة لتفّاحه في البرّاد، قائلاً: «في الظروف العادية، يُخزَّن التفاح في فترة تتراوح بين 8 إلى 9 أشهر في البرّادات، أي من أول موسم قطافه حتى أواخر شهر نيسان وأول أيار. ولكن، نظراً إلى الظروف الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان، وبسبب النقص الحاد في مادة المازوت الضرورية لتأمين تشغيل المولّدات للتبريد، اعتذر هذا العام البرّاد عن استقبال صناديق التفاح بعد شهر كانون الثاني، لأن الكمية المؤمّنة من شركات النفط للبرّاد تكفي لفترة أربعة أشهر فقط».

ويشهد الموسم الحالي فائضاً في الإنتاج، الذي يحتاج إلى مواكبة من الدولة ووزارة الزراعة. أضف إلى ذلك، كلفة تخزين صندوق التفاح الواحد التي تتراوح بين 20 و25 ألف ليرة، بارتفاع قياسي عن السنة الماضية، ربطاً بغلاء المحروقات. بدوره، يعاني تفاح كفرذبيان من أزمة التخزين والتصريف.

كذلك، يستعرض عدد من المزارعين الصعوبات المستجدة، بعد فرض دول الخليج ضوابط قاسية على استيراد الفواكه والخضر اللبنانية، إثر ضبط عمليات تهريب مخدرات من لبنان إلى السعودية والكويت.