كان في تظاهرة هيئة التنسيق النقابية امس مواطنون من خارج سرب المعلمين والموظفين في الدولة. طلّاب مدارس وجامعات، موظفو قطاع خاص، وحتّى عاطلون من العمل. دوافع وأسباب عديدة جعلتهم ينخرطون في هذا الحشد، برغم أن لا مصلحة مباشرة لهم في سلسلة الرتب والرواتب.
يرى نضال (موظف في شركة خاصة) أن هناك مصلحة غير مباشرة له باقرار السلسلة. من وجهة نظره، هي تنطوي على تعديل النظام الاقتصادي، وهو يتظاهر ضد هذا النظام، ويقف بوجه زعماء الطوائف. يقول لتأكيد موقفه إن «السلسلة تخص كل الشعب اللبناني، والإصلاح في النظام الاقتصادي يبدأ من إصلاح سلسلة الرتب والرواتب». يشاركه هاني هذا الرأي، هو أيضاً موظف في القطاع الخاص، يقول ان «مصلحتنا مشتركة مع موظفي القطاع العام، الأشخاص انفسهم متحكمون في السياسة الاقتصاديّة في كل القطاعات. وتحرك هيئة التنسيق النقابيّة يشجع على عودة الحراك المطلبي من جديد، وقد تنتقل هذه التحركات لاحقاً إلى القطاع الخاص». أمّا علي (ناشط)، فيرى أن تمويل سلسلة الرتب والرواتب يجب أن يكون من الطغمة الماليّة المتحكمة في الاقتصاد «لنسترجع القليل من حقنا الذي سُلب»، ويؤكد «أنا شاركت اليوم لتظل هيئة التنسيق على موقفها القوي، وفي شارعها كمان».
ترى فرح (عاطلة من العمل) أن القضية ليست مرتبطة فقط بالسلسلة، بل بالنظام الاقتصادي ككل «من سينتصر في هذه المعركة، الفقراء أم الأغنياء؟». تضيف ان «الجواب يحدد في أي إتجاه ستذهب السياسة الاقتصاديّة في لبنان. إن انتصار هيئة التنسيق النقابيّة انتصار لجميع ذوي الدخل المحدود». أمّا إيلي (عاطل من العمل ايضا)، فيرى ان «أصحاب المصارف والهيئات الإقتصاديّة، من وجهة نظري، تصرّفوا بوقاحة كبيرة في هذا الموضوع، برفضهم أي ضرائب أو أكلاف إضافية عليهم. يريدون جني أرباح طائلة مقابل أن يظل معاش الموظف لا يكفيه لسد حاجاته الأساسيّة فقط». يرى ايلي ان مشاركته جاءت نتيجة هذا الاستفزاز.
البعض برر مشاركته
بأن موقف
الهيئات الاقتصادية استفزازي
العديد من التلامذة والطلاب شاركوا في تظاهرة امس تضامنا مع أساتذتهم. وقفت مجموعة منهم أمام جمعية مصارف لبنان، وهم يستمعون تارةً إلى حنا غريب، ويشاغبون ويضحكون تارة أخرى. هم طلّاب من مدرسة عبرين طرابلس، تقول ريم مبيّض (طالبة في صف التاسع) «بدنا نتضامن مع أساتذتنا». تسألها إن كانت خائفة من إضاعة الدروس جراء الإضرابات وهي في صف الشهادة، تجيب «كل الدروس كنا نعوضها بأيام إضافية نهار الأحد»، وتضيف، «أصلاً خلصنا البرنامج».
طلّاب من الجامعات شاركوا ايضا، تقول احدى الطالبات من نادي السنديانة الحمراء في الجامعة الأميركية انها «ضد السياسة الاقتصادية بأكملها». وتضيف «هيئة التنسيق محقّة في مطالبها ويجب تمويل السلسلة والكف عن الادعاء أنه ليس هناك مصادر للتمويل»، وتتابع «لا نريد فقط تمويل السلسة من حيتان المال، بل إننا لن نقبل بعد هذه التظاهرة إلا فرض الضرائب على حيتان المال، وتمويل السلسلة من الهدر والفساد والصفقات. لن نقبل فقط تمويل السلسلة، بل أيضا تمويل الضمان الصحي والتغطية الصحية الشاملة». تكرر ما قاله رئيس رابطة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب، وتضيف «هذه السياسة الاقتصادية هي التي يجب أن تتبعها دولتنا».