الجامعة كبرت في صراع مستدام مع السلطة وإرادتها، وفق الجوهري، وشكّل أساتذتها النواة الحقيقة لنشوء جامعة وطنية. وقد نجحوا يومها في تشكيل كادر أكاديمي متفرغ لها، مثل حسن مشرفية ووديع تقي الدين والمجموعة التي أحاطت بهما، ولاحقاً نضال الزين وصادر يونس وعصام خليفة وغيرهم من رموز نضال الأساتذة من أجل جامعة لكل الناس، خصوصاً مع تأسيس رابطة الأساتذة المتفرغين.
الجوهري رأى أنّ التحصيل الجامعي لا يمكن أن يكتمل إلا في مناخ الحرية الأكاديمية واستقلال المؤسسات الجامعية، محذراً من أن المؤامرة ما زالت مستمرة و«نعيش اليوم بعض فصولها. والأساتذة والطلاب، موحدين، مطالبون بالدفاع عن حقوقهم ضد سلطة تسعى إلى فرض إملاءات مؤتمر سيدر والبنك الدولي الأميركي الصهيوني وزيادة إغراق لبنان في الدين وضرب القطاع العام».
أكّد ضاهر أن التحرك الأخير حقّق «إنجازات بنيوية لم تكن في الحسبان»
هذا الواقع السوداوي لم يمنع التحرك الأخير من تحقيق «إنجازات بنيوية لم تكن في الحسبان»، بحسب ضاهر، أبرزها «المساهمة بإطلاق حركة طلابية جديدة واعدة مستقلة قد تكون غداً الحصن المنيع للدفاع عن الجامعة وحقوق أهلها، وإطلاق حركة مستقلة عند الأساتذة. إذ «ابتعد العديد منهم عن التبعية الحزبية العمياء. وباتت هذه الحركة تشكل حالة اجتماعية، لا بل ظاهرة تقدمية متجردة تملك الشجاعة والرؤية والوعي لخطورة ما تتعرض له الجامعة من تهميش وإهمال متعمد، فضلاً عن حماية الرواتب ومنع الالغاء الكلي لمنح التعليم وتأجيل فرض ضريبة الدخل على المعاش التقاعدي، واستثناء الجامعة من منع التوظيف، وإبقاء مدة خدمة الأستاذ للحصول على المعاش التقاعدي 20 بدل 25 سنة، وتفعيل ملفي التفرغ ودخول الملاك.
ضاهر أكد أنّ الأساتذة والطلاب لن يدعوا السلطة تدمر الجامعة اللبنانية التي بنيت بجهود اللبنانيين، انطلاقاً من أنّ الحق في التعليم والتدريس وإجراء البحوث لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كانت المؤسسة تتمتع بالحرية الأكاديمية والإستقلال الذاتي، وهذا ما يجب تحقيقه في الجامعة اللبنانية لتثبيتها ركناً أكاديمياً ومعنوياً من أركان البناء اللبناني.