«أخاف أن أقول إنّني سوريّ. أساساً صرت أشعر بالقرف من كلمة سوري»، يقول فادي عمّا جعلته عليه عنصريّة المجتمع اللبناني «المضيف» للسوريين. «القرف» يطال، أيضاً، لكنته التي باتت تشكّل حاجزاً أمامه في المطاعم و«السيرفيسات»، لذلك «أتحاشى الكلام أكثر الأوقات».للعنصرية التي يعاني منها فادي وجوه كثيرة؛ العنصرية اللبنانية ضد السوريين عموماً أولاً، وضده كمثلي ثانياً، وانتقال عدوى الصور النمطية ضد السوريين إلى داخل «مجتمع الميم» الذي يعاني هو نفسه من التمييز ضده. فحتّى على تطبيق Grindr الذي يستخدم في هذا «المجتمع» للمواعدة، غالباً ما يُواجه فادي بعبارات عنصريّة مثل «السوريون غير مرغوب فيهم»، أو «لا أواعد سوريّاً».
«عشت مع سوريين وسخين جدّاً»، عبارة سمعها فادي فردّ عليها بـ «أنا سوري». «لكنّك مختلف» ــــ كانت الإجابة، غير مدركة حجم التنميط الذي تحمله.
في جلسة، أوّل من أمس، في مركز جمعيّة «حلم»، لمناقشة التمييز الذي يتعرّض له «مجتمع الميم» والتمييز داخل هذا «المجتمع» نفسه. لطالما سمعت نايا تعبير «الكوكتيل الوسخ» للإشارة إلى كونها فلسطينيّة ــــ سوريّة. هي، أيضاً، تحاول «قدر الإمكان عدم الحكي في السيرفيسات، وإذا اضطررت أحاول جاهدة محاكاة اللهجة اللبنانية». أجمع معظم المتحدثين على أن التمييز الذي يواجهونه مرتبط في الغالب بكونهم غير لبنانيين، هو أكثر بكثير من التمييز لكونهم من «مجتمع الميم». الجلسة شهدت أيضاً نقاشاً حول الـ«ترانسفوبيا» والصور النمطيّة المرتبطة بمتغيّري النوع الاجتماعي (الترانس) وبالفحوصات المهينة التي كان يعاني منها «الترانس» في مخفر حبيش.