لبّى معظم نوادي الجامعة الأميركية في بيروت دعوة النادي العلماني الى الاعتصام ضد رفع الأقساط مرة جديدة على الطلاب. فقد اجتمع أمس عشرات الطلاب ممثلين معظم النوادي الطالبية في الجامعة، أمام مبنى ادارة الجامعة «كوليج هول»، وانتقلوا بعدها للاعتصام أمام منزل رئيس الجامعة، رافعين شعار «ما زلنا هنا»، للفت نظر ادارة الجامعة وأمنائها الى أن أي قرار برفع الأقساط «لن يمر» دون أي رد فعل، وان نحجت الادارة هذه المرة في تمرير الزيادة دون تحركات حاشدة، اذ اعلنت نيتها طرح هذه الزيادة على مجلس الأمناء في وقت شُغل فيه الطلاب بالإعداد لامتحاناتهم النهائية.
لن يثني هذا الاعتصام الرمزي مجلس الأمناء عن اتخاذ قراره بزيادة 3% على أقساط الطلاب الحاليين و5% على أقساط الطلاب الجدد، يعرف طلاب الجامعة ذلك جيدا، فقد جرّبوا خلال هذين العامين الطرق الديبلوماسية مع ادارتهم، من اجل تحقيق بعض المكاسب الطالبية، دون اي نتيجة. لكن، هذا التحرك جاء ليعيد بناء جسر تواصل بين النوادي، من أجل صوغ استراتيجية عمل جديدة للفترة المقبلة، بهدف استكمال العمل لتحقيق المطالب التي رفعتها الحكومة الطالبية السابقة ابان معركة رفض زيادة الأقساط التي حصلت العام الماضي: تجميد الزيادة على الأقساط، اعتماد الشفافية المالية، ومشاركة الطلاب في الحكم باعتبارهم شريكا أساسيا في استمرار كافة أعمال الجامعة الاكاديمية والادارية.
يقول شادي رشيد، من نادي السنديانة الحمراء، ان ادارة الجامعة «أثبتت لنا عدم اكتراثها للطلاب ولمصلحتهم»، معربا عن استعداد النوادي لاعادة رص الصفوف والإعداد لتحركات في الفترة المقبلة بهدف استكمال النضال من أجل تحقيق المطالب، «والخيارات مفتوحة أمامنا حاليا». أما نادي الشباب في الجامعة، فيقول ممثله علاء مشمشي إن رفض أي زيادة للأقساط يترافق دائما مع مطالبة الجامعة باعتماد الشفافية، وتحديدا المالية.
يرى مروان عماد من نادي التواصل أن «هذه الجامعة لم تكن يوما جامعة الأغنياء» وحدهم، فالخاسرون ليسوا فقط غير القادرين ماديا على تحمل هذه الأقساط الباهظة، بل الفئات المختلفة داخل الجامعة ومنهم الأغنياء «اذ تخسر الجامعة عاما بعد عام التنوع داخلها».
حول الخيارات الممكن اعتمادها في الفترة المقبلة، يقول ديمتري معماري من نادي الحرية إن التحركات الاحتجاجية والتظاهرات هي الوسيلة الوحيدة التي باتت بيد الطلاب، «فقد حاولت الحكومة الطالبية التفاوض مع ادارة الجامعة، لكن لم يسمع أحد لها»، ويرى معماري أن لا خيار أمام الحراك الطالبي سوى التصعيد من أجل تحصيل المطالب.