الفيلم الذي شارك في بطولته أحمد غزّي ومغني المهرجانات كزبرة والستاند ــ أب كوميديان عبد الرحمن محمد وخالد الذهبي ولاعب الكرة الشهير أحمد حسام ميدو، نجح في جذب الجمهور من صغار السن ممن وجدوا أنفسهم ونجومهم في هذا الشريط بالمقارنة بمنافسيه. على المستوى الفني، يمكن وصفه بالمتماسك. فهو وإن تمحور حول قصة صعبة التحقق في الواقع، لكنّه قدّمها بشكل يتمتع بالصدقية الفنية، من دون التورّط في قضايا مثيرة للجدل مثل الصراع الطبقي. ينطلق «الحريفة» من قصة لاعب كرة قدم في المرحلة الثانوية ينتمي إلى عائلة ثرية لكن والده يواجه الإفلاس، فيضطر إلى الإقامة في شقة جدته والانضمام لمدرسة حكومية.
انتقد العمل الأسلوب الذي يظهر به أبناء الأحياء الشعبية في الدراما
هكذا، تنقلب حياته فجأة من دون منح الجمهور فرصة لرصد المتناقضات، كخروجه من المدرسة الأولى سريعاً وعدم إكمال العام الدراسي، وذهابه إلى مدرسة للفقراء، أي لم يذهب إلى المدارس المتوسطة حتى. لكن المهم أنّه دخل فصلاً دراسياً مليئاً بالتلاميذ الأشرار الذين لم ينقذه منهم سوى موهبته التي دفعتهم لتقبّله وتكوين فريق يلعب في الساحات الشعبية ضمن بزنس المراهنات. يبدأ البطل باكتشاف ذاته والعالم الحقيقي الذي لا يعرف عنه شيئاً، وتظهر شخصيات الزملاء على حقيقتها. ليسوا كلّهم أشراراً، وحتى من يخطئ منهم، له مبرّر. كل ذلك في إطار لا يخلو من الكوميديا والتشويق، كعادة دراما كرة القدم.
باختصار، لم يحاول الفيلم افتعال أي قضية، وانتقد بين السطور الأسلوب الذي يظهر به أبناء الأحياء الشعبية في الدراما التلفزيونية، محاولاً أن يكون حقيقياً، وخصوصاً على مستوى التصوير وأماكن اللعب التي تظهر للمرة الأولى على الشاشة المصرية. كما اعتمد على شعبية أبطاله، ولا سيّما «كزبرة» في أوساط جمهور تيك توك ويوتيوب. وبالتالي، نجحت «خلطة» الأبطال الشباب في جذب أبناء جيلهم من كل الطبقات، ما يفسر الإيرادات المرتفعة والمرشحة لمزيد من الازدياد حتى انتهاء الموسم في منتصف شهر آذار (مارس) المقبل.