لم يكد يمضي شهر واحد على حملة الغضب التي طالت المغني المصري عمرو دياب بسبب مشاركته في حملة إعلانية لمصلحة شركة «بيبسي» للمشروبات الغازية الداعمة لإسرائيل، حتى وجد «الهضبة» نفسه في مواجهة أزمة جديدة، ربّما هي الأكبر من نوعها في تاريخه المهني! لا يتعلّق الأمر هذه المرّة بحرب الإبادة الإسرائيلية في غزّة، إنّما بـ «صفعة» وجّهها صاحب أغنية «أنا مهما كبرت صغيّر» إلى وجه شاب حاول التقاط صورة «سيلفي» معه، أثناء حفل زفاف ابنة المنتج المصري محمد السعدي في 7 حزيران (يونيو) الحالي. لحظة وثّقتها كاميرا أحد الحاضرين، ولاقت ردود أفعال سلبية في أوساط روّاد مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وكعادته، التزم دياب الصمت ولم يعلّق على الواقعة، مكتفياً بغلق خاصية التعليقات على منشوراته عبر كل حساباته على السوشال ميديا، بعد تداول الفيديو على نطاق واسع، وكثرة التعليقات المنتقدة له. علماً أنّ فريق «الهضبة» التقني حاول الحدّ من انتشار هذا المقطع المصوّر افتراضياً، لكنّه لم يفلح بسبب كثرة التحميلات وتعدّد المنصات التي نقلته إلى الجمهور.
على الجانب الآخر، قال الشاب محمد سعد أسامة الذي تعرّض للصفعة، في تصريحات لمنصة «تليغراف مصر»، إنّه حزين جداً من رد فعل النجم المصري لأنّه مجرّد معجب حاول التقاط صورة معه.
وتساءل: «الناس كلّها بتتصور معاك مين اللي بينجّحك؟ إحنا اللي بنخليك ترند... مين اللي طلّعك فوق وحقّقلك مشاهدة؟ إحنا اللي بندّي قيمة للواحد... أنا مش بشحت منك... أنا بحبك وعاوز أتصوّر معاك، واتفاجأت إنّه إدّاني بالقلم على وشّي!».
أما عن موقف «نقابة المهن الموسيقية المصرية»، فلم يختلف كثيراً عن الصمت الذي التزمه دياب، إذ اكتفت بإصدار بيان نفت فيه عقد أي اجتماع لمجلس إدارتها بشأن الواقعة.
وفيما انحازت الغالبية العظمى من المتابعين إلى المُعتدى عليه معتبرين أنّه لا مبرر لما فعله صاحب أغنية «برج الحوت» أيّاً كانت الملابسات، هناك من برّر تصرّف المغني المولود عام 1961 ونشروا الفيديو من زاوية أخرى تظهر أنّ الشاب شدّ عمرو من سترته بطريقة وصفها بعضهم بـ «التحرّش»! غير أنّ هذه الدفوع لم تصمد طويلاً، وظلّت أمواج الانتقاد عاتية من دون انحسار.
هذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها المغني المصري عن طوره. ففي أيار (مايو) الماضي، وبينما كان يغني في زفاف الفنانة ريم سامي، عنّف أحد العاملين في هندسة الصوت ودفعه بهدف إبعاده عن المسرح.
وظهر انفعال دياب في شباط (فبراير) الماضي، وهو يخرج مسرعاً بعد انتهاء إحدى حفلاته في «دار الأوبرا المصرية»، وسط التفاف معجبيه لالتقاط الصور التذكارية، فانفعل عليهم قائلاً: «يا عالم ارحمونا»، قبل أن ينعت سوّاقه الخاص بـ «الحيوان» متسائلاً عن مكانه.
التصرفات المسيئة كانت حاضرة أيضاً في إحدى حفلات الفنان الذي يلتقي الجمهور اللبناني الأسبوع المقبل، التي أقيمت في 14 شباط (فبراير) الماضي في «مركز المنارة» في القاهرة، إذ ألح عليه أحد الحاضرين لأداء أغنية معيّنة، فرد عليه قائلاً: «طيب والله ما قايلها علشانك إنت... إنت فاكرني لما تقولي أقولها هقولها؟»! وبعدها توجّه إلى الجمهور قائلاً: «أنا قولتلكم من 20 سنة، اللي يقولي حاجة مبعملهاش، أنا بحبكم وبعمل اللي انتوا عاوزينه بس بطريقتي».
وفيما تردّدت أنباء عن أنّ دياب يبحث عن الشاب لمصالحته، انهارت هذه الشائعة سريعاً وقال مقربون من «الهضبة» إنّه سيلتزم الصمت حتى انحسار العاصفة. وعلى خطٍّ موازٍ، حذّره كثيرون، وخصوصاً كتّاب وإعلاميون، من التمادي في هذه التصرفات، مطالبين إيّاه بأخذ قسط من الراحة حتى لا تهوي «الهضبة» إلى «القاع».