إذا كان الأمر مقصوداً، فهو «اختيار موفّق». إذ أعلنت منصة «شاهد» التابعة لشبكة mbc السعودية أنّ العرض الأوّل لفيلم «رحلة 404» (كتابة محمد رجاء وإخراج هاني خليفة) الذي تجسّد بطولته النجمة المصرية منى زكي، سيكون في ثاني أيام عيد الأضحى، بالتزامن مع انتهاء موسم الحج الذي تنطلق وتنتهي به أحداث أحد أبرز الأشرطة المصرية في السنوات الأخيرة.العمل الذي عانى لمدة عامين مع الرقابة وقبلها قرابة ثماني سنوات أخرى للعثور على منتج، كان يحمل بدايةً اسم «القاهرة مكة» وكاد يُعرض في الدورة الثانية من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» في جدّة في كانون الأوّل (ديسمبر) 2022، لكنّ كل شيء تغيّر بعد قرارات متشدّدة من الرقابة المصرية ساندتها لاحقاً الرقابة السعودية. فقد رُفض طرح فيلم تجاري يتضمّن كلمة «مكة»، وخصوصاً أنّ البطلة تجسّد شخصية عاملة جنس «تائبة». وتشدّدت الرقابة المصرية أيضاً في ما يتعلّق بدور الممثل محمد فرّاج الذي أُعيد تصوير مشاهده مع زكي بعد تغيير عدٍد من ملامح الشخصية وتحويلها إلى مدمن مخدّرات لا شخص مزدوج الجنس كما كان في النص الأصلي.

نجح المخرج هاني خليفة في الإفلات من مأزق تغيير الاسم بخيار يؤكد لكلّ متفرّج أن الاسم تغيّر رغماً عن صنّاع العمل. فعنوان «رحلة 404» لا يرد في الشريط إطلاقاً لأنّ البطلة «غادة» تعاني بشدّة من أجل توفير أموال الرحلة بعد تعرّض أحد أفراد أسرتها لحادث مفاجئ. كما تقع تحت ضغوط عنيفة من أجل العودة مجدداً إلى مهنتها كعاملة جنس، قبل أن «تتدخّل الأقدار» وتلحق بموسم الحج، لكن من دون أن تذهب إلى المطار على الشاشة. وبالتالي، فحتى البوستر الذي رافق الحملة الدعائية ليس مستوحى من الأحداث، فيما جاء اختيار رقم 404 (يدلّ على وقوع خطأ تقني لدى المبرمجين)، ليكون إسقاطاً على المأزق الذي تقع فيه الشخصية الرئيسية من جهة، والمأزق الذي وقع فيه صناع الفيلم للهروب من مقص الرقيب.
حقق «رحلة 404» إيرادات مرتفعة في شباكَي التذاكر المصري والسعودي، وتقدمت عبره منى زكي خطوات إضافية على سلّم النجومية، مؤكّدةً أنّها أبرز نجمات جيلها حالياً وقادرة على جذب الجمهور للـ «بوكس أوفيس»، بواسطة شريط مسلٍّ للمشاهد ويحمل قضية عميقة وجدلية في آنٍ معاً. كما أسهم وجود مروحة من الممثلين المحترفين أمامها من دون اشتراط المساحة في زيادة عناصر قوّة العمل، وخصوصاً محمد فراج، ومحمد ممدوح، ومحمد علاء.

*«رحلة 404»: بدءاً من 17 حزيران (يونيو) الحالي على «شاهد»