فقد لبنان، أمس الأربعاء الملحن والمطرب إيلي شويري (1939 ــ 2023/ الصورة) الذي فارق الحياة عن 84 عاماً، بعدما أثرى الساحة الفنية على مدى ستة عقود بباقة من الأغاني الوطنية والأعمال المسرحية الغنائية.منذ بداياته الفنية ترجم شويري عشقه لبلده بالأناشيد التي صارت على كل لسان إبان الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990، ومنها «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها عام 1973 وغناها للمرة الأولى جوزيف عازار، ومن ثم ترددت على ألسن العديد من الفنانين العرب ومنهم الممثل السوري دريد لحام.
وُلد إيلي شويري في بيروت عام 1939 وتزوج عام 1966 من عايدة أبي عاد التي رزق منها بثلاث بنات، هنّ: نيكول وكارول وسيلينا.
ومن أبرز أغنياته «صف العسكر» و«يا أهل الأرض» بصوته، وأغنية «تعلا وتتعمر يا دار» التي غنتها الراحلة صباح.
شارك مع الأخوين رحباني في أكثر من 25 عملاً، إذ أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بيّاع الخواتم» عام 1964 وفي الفيلم السينمائي الذي أخرجه يوسف شاهين في العام التالي.
شارك في معظم المسرحيات التي قدمها الرحبانة وعرضت على أدراج «مهرجانات بعلبك الدولية»، من «دواليب الهوا» مع صباح إلى مسرحيات فيروز ومنها «أيام فخر الدين» و«هالة والملك» و«الشخص» و«ناطورة المفاتيح» و«صح النوم» وصولاً إلى «ميس الريم».
وصف شويري تلك الحقبة وكأنّها «حلم من قصص الأساطير» خوّلته خوض أجمل التجارب الفنية فغرف من نبع الفن ورافق زمن النبلاء مع عباقرته.
وفي عام 1975، قدم بالتعاون مع الصحافي الراحل سامي غميقة برنامج «يا الله»، وهو انتقادي اجتماعي لاقى نجاحاً لافتاً. كما وقف إلى جانب صباح على المسرح في عرض «ست الكل»، وكتب أشهر أغاني وديع الصافي مثل «زرعنا تلالك يا بلادي» و«بلدي» و«أنت وأنا يا ليل» و«من يوم من يومين» و«يا بحر يا دوار».
غنّت ماجدة الرومي من ألحانه «سقط القناع» و«مين النا غيرك» و«ما زال العمر حرامي»، فيما تنافست كل من صباح وسميرة توفيق على أداء أغنية «إيّام اللولو» التي أثارت في حينها نزاعاً وتنافساً إلى أن صدرت بأصوات ثلاثة فنانين.
منحه الرئيس اللبناني السابق ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور عام 2017 تقديراً لعطاءاته الفنية والاجتماعية
والوطنية. وقال شويري حينها إنّ وسام الأرز اليوم هو «عيد لكل الأغاني التي غنّيتها».