بعد أيام، تودّع تونس عاماً كان مليئاً بالنشاط الثقافي بعد عامين من العطش للثقافة والفنون.خمسة أحداث كبرى ميّزت العام الذي يستعدّ للرحيل. الأوّل، افتتاح الفنان فاضل الجزيري لفضاء خاص في جزيرة جربة على مساحة هكتارات بهندسة جميلة ومركب ثقافي سيكون قبلة الفنانين، وهو أضخم مشروع ثقافي خاص منذ استقلال البلاد.
الحدث الثاني، هو المعرض الذي احتضنه القصر السعيد حول العائلة الحسينية التي حكمت البلاد قبل إسقاط النظام الملكي وإعلان الجمهورية سنة 1957. تضمّن المعرض الذي استمر عاماً كاملاً لوحات نادرة وصوراً لملوك وأمراء وأميرات العائلة الحسينية.
أما الحدث الثالث، فهو افتتاح «متحف الفن المعاصر» بعد ست سنوات تقريباً من الانتظار. تميّز الاحتفال بمعرض فن تشكيلي من ممتلكات الدولة يلخّص قرناً من الفن التشكيلي في تونس وفيه لوحات لمستشرقين مرّوا بالبلاد.
ومثّل «بيناليه النحت» الذي نظّمته مدينة الثقافة في استقبال القمة اليابانية الأفريقية بمشاركة نحّاتين يابانيين الحدث الرابع الذي جرى في تونس للمرّة الأولى بهذا الحجم.
وخاتمة الأحداث هي مئوية السينما التونسية التي ستتواصل عاماً كاملاً وستتوزع فعالياتها بين كل المحافظات التونسية.
وعلى صعيد موازٍ، شهدت سنة 2022 ظهور مجموعة من الأفلام التي عُرضت في «أيام قرطاج السينمائية» و«مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» وفي القاعات، مثل فيلم «قدحة» لأنيس لسود و«تحت الشجرة» لأريج السخيري و«قدر» لإيمان بن حسين و«سفاح نابل» لكريم بن رحومة و«وحلة» لنادر الرحموني. ويمكن اعتبار هذه السنة استثنائية على صعيد الإنتاج السينمائي.
أما مسرحياً، فيمكن اعتبار مسرحية «آخر... مرّة» لوفاء الطبوبي التي أُنتجت في نهاية سنة 2021 حدث العام لناحية التتويجات العربية من «مهرجان بغداد الدولي» إلى «مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي»، فيما تواصلت عروضها في أكثر من مدينة تونسية.
وبالنسبة للنشر، تعدّدت العناوين في الكمّ، لكن قليلة هي الكتب التي شكّلت الحدث، نذكر منها: «السقيفة» لوحيد السعفي الذي رصد فيه أحداث وتفاصيل «المعركة» بين الصحابة لخلافة الرسول محمد في سقيفة بني ساعدة.
ومن أحداث العام البارزة، غياب «معرض تونس الدولي للكتاب» و«معرض الكتاب التونسي»، في مقابل عودة كل المهرجانات وسط إقبال جماهيري غير مسبوق بعد عامين من الانقطاع الذي فرضته كورونا. وقد شهدت بعض المهرجانات مشاكل بين الجمهور وقوات الأمن، خصوصاً في عروض لطفي العبدلي.
وخلفت سنة 2022 رحيلاً موجعاً للنجم السينمائي والمسرحي هشام رستم الذي توفي إثر سكتة قلبية، وكذلك المسرحي الصادق الماجري، أحد رموز المسرح التونسي.