في عام 2009، أتى رجل أعمال أميركي عراقي إلى دمشق يودّ إنتاج أعمال للمنشد الإسلامي باسم الكربلائي، فلمح بعد اجتماعه بفادي وفائي ــ الممثل آنذاك ــ موهبة إخراجية واضحة. لذا قرر اختياره ضمن فريق إخراج الأناشيد التي صوّرت للكربلائي في دمشق تحت إدارة المخرج سامر البرقاوي. بعدها، انضم وفائي للعمل في فرق الإخراج وتدرّج بين مهن الـ «سكريبت» ومساعد المخرج ثم المخرج المنفّذ، وهي المهنة القيادية الثانية في «اللوكيشن». حينها، هجر التمثيل إلى غير رجعة، لأنه خلافاً لكثيرين، لا يستسيغ أن يمشي في الشارع ويعرفه الآخرون. كما أنه يمقت فكرة العناية بالإطلالة والتقاليد والطقوس المتبعة بمهن الظهور، والتي تحتاج إلى صرامة واقعية قاسية تجافي شخصية رجل يلمس غالبية من يعرفه حجم طاقته وحماسه ولمعة رؤيته الفنية. هكذا، انصرف نحو عمله كمخرج منفّذ مع عدد من المخرجين المكرسين وفي مجموعة أعمال تلفزيونية، آخرها «عندما تشيخ الذئاب» (عن رواية بالاسم ذاته لجمال ناجي ــ سيناريو: حازم سليمان وإخراج عامر فهد- تلفزيون أبو ظبي). حينها، كان وقد وصل إلى مكان يتسابق عليه المخرجون ليشعروا بأمان شريكهم الأوّل في المشروع بعد الحكاية، اعتقد فادي أنّه صار جاهزاً لخوض غمار التجربة الأولى، فقطفته «تين تايم» بمسلسلها «الوصية» (لم يعرض بعد)، ثم «فالكون فيلمز» (رائد سنان) من خلال مسلسل «الحجرة» (13 حلقة ــ لم يعرض ــ كتابة زهير الملا وإيناس سعيد ــــ بطولة: محمد الأحمد، نور علي، عمار شلق، ريم خوري، حسان مراد). بعدها، قررت شركة «بانة» (عماد ضحية) أن يكون هو مخرج الجزء الجديد من سلسلتها «صبايا»، خصوصاً أنّه كان مخرجاً منفذاً للجزء الخامس. والشركة تعتمد هذا الموسم على فريق مختلف، بقصد العودة الثقيلة إلى الموسم الرمضاني بعد انقطاع سنوات، ولو كان ذلك على حساب مسلسل خفيف استحال ماركة. بدأت من الكاتب محمود إدريس وصولاً إلى المخرج الشاب، عدا عن اختيار المخرج عبّاس شرف ليكون مدير إضاءة وتصوير، إلى جانب تولية إدارة الإنتاج لعمار سراقبي واختيار مجموعة من نجوم الدراما السورية لأداء الشخصيات، من بينهم ديمة بياعة وجيني اسبر وناظلي الرواس ونورا العايق. كما يجري التباحث مع خالد القيش حالياً.في حديثه مع «الأخبار» وحول توليه إخراج «صبايا 6»، يقول فادي وفائي: «ربما أكون محظوظاً بالمساحة اللطيفة التي حظيت بها في تجاربي الإخراجية الأولى بما يخص التنويع في الخيارات المطروحة أمامي. بداية كانت مع تجربة كوميدية، ثم مادة نفسية تنحو باتجاه الأكشن أحياناً، والآن في «صبايا6» أي في عمل حقق شهرة وصيتاً واسعين ويمكن معاينته بطريقة مختلفة نوعاً عما سبق».
وحول ذهابه نحو دراما خفيفة ربما خلافاً لرغبته في تقديم القضايا الجوهرية في مشروعه، يرد: «نعرف أننا لن نقدم هنا مسائل كبرى ولا مقولات عميقة، لكن الرغبة تكمن في صناعة مادة بصرية جذابة للحد الأقصى، وتحقيق ترفيه وتسلية وفق شروط المعادلة الرمضانية التي ما تزال مطلوبة في بلادنا، بالاتكاء على فريق فني وتقني محترف، ومجموعة ممثلين بنوا مجدهم وراكموا أسماءهم، ومنتج يهمّنا جميعاً عودته إلى السوق بوزن صريح، خصوصاً أنّه يعرف كيف يقود مشروعه، وقد سبق لشركته أن صنعت اسمها في أرشيف درامي عريض يؤخذ على محمل الاحترام».