«سأكون على الموعد لمتابعة مباراة البرتغال وغانا، يعنيني كثيراً أن أشاهد رونالدو في المونديال» يكفي أن تقول الممثلة السورية نورا العايق (1990) هذه الجملة في افتتاحية حديثها معنا لنفهم بأنها كحال ملايين حول الأرض، ربما اتخذوا من أسطورة كرة القدم البرتغالي نموذجاً يحتذى به سواء كان بصيغة مباشرة أو غير ذلك، وإن كان من يقتدي به مهتماً بمنطق عميق بكرة القدم أم لا! فعلياً تبدو خريجة «المعهد العالي للفنون المسرحية» بارعة في استثمار الوقت وتغيير الخيارات وفق ما يخدم مستقبلها على مستوى مهنتها كممثلة محترفة. كما أن إرادتها واجتهادها وسما سنين شغلها. بعد تخرجها بسنوات قليلة ولعبها مجموعة أدوار في عدد من المسلسلات السورية المعروفة، اختارت أن تغيّر عام 2014 مكان إقامتها من دمشق فغادرت نحو دبي. هناك تعرّفت بهدوء إلى طبيعة المدينة وتوالفت مع إيقاعها الطاحن ربما، ثم انتقلت إلى سوق العمل ليس كممثلة فقط، بل حتى في مجال الاستثمار العقاري. الخطة منطقية باعتبار أن الفرص التي تمنح للممثلين في سوريا، ومعظم العالم العربي لا توزّع بشكل عادل حسب حجم الموهبة والحضور والكاريزما، إنما وفق ما تقتضيه العلاقات والمصالح. لذا لا بد للممثل الذي يقدّر نفسه ومهنته إن كان في أوّل طريقه وقادراً على ذلك أن يجترح منافذ إضافية للرزق حتى لا يكون التمثيل مصدره الوحيد. وإلى جانب «البزنس»، راكمت الحسناء السورية دراسات تخدم مهنتها الأصلية، فحصلت على إجازة في علم النفس العلاجي من «جامعة ليفربول» وبدأت بالتحضير لشهادة دكتوراه من الأكاديمية نفسها، إضافة إلى تعلّمها العزف على آلة البيانو، وإجادتها ركوب الخيل وافتتاحها ملجأ للحيوانات في مدينتها «سلمية» (عاصمة الثقافة السورية) كلّ ذلك من دون توقّفها عن التمثيل والحضور في ما يتاح لها وتجده مناسباً، بخاصة أنّ هدفها من المهنة «لم يكن يوماً الانتشار أو العائد المالي والشهرة، بقدر ما كانت المتعة في الأداء واللعب في مطرح يوازي الرفاهية كما تستحقه المهنة. رغبتي تتجلى في تقديم شخصيات أعتد بها. جرّبت اختيار كلّ أدواري وفق سياج عال من العناية، من دون ترك الفرصة لأن احترق بكثرة الظهور، بل بهدوء حاولت انتقاء الأفضل مما كان يعرض علي، خاصة أنه أتيح لي بدء العمل مذ كنت طالبة في السنة الأولى، على أمل أن أعيد جردة حساب مهنية ولو بعد وقت طويل، وأكون منسجمة مع تلك الخيارات من دون أن أخجل بأحدها وهذا ما دفعني فعلياً لتحصين نفسي على المستوى المادي بذريعة شغل مختلف ومهنة ثانية، وعلى مستوى تدعيم الموهبة الأساسية بفن التمثيل من خلال خبرات تعتبر قيماً مضافة مثل العزف، وركوب الخيل، وعلى مستوى الانتشار من خلال الحضور العصري على السوشال ميديا»
بالنسبة لهذا الموسم، وقّعت الممثلة الشابة عقداً مع شركة «بانة» (عماد ضحية) لأداء دور البطولة في مسلسل «صبايا 6» (كتابة السوري محمود إدريس) ويجري الاتفاق حالياً مع مخرج للعمل الذي يلعب بطولته كل من: ديمة بياعة، جيني اسبر، ناظلي الرواس). عن هذا التعاون وعودة الشركة السورية المعروفة للإنتاج بعد انقطاع دام لسنوات، توضح العايق: «لا بد أننا بحاجة ماسة لمنتجين يعرفون مفاتيح المهنة ويتمتّعون بالثقافة والمعرفة الكافيتين، بخاصة أن سنوات الحرب أفرزت مجموعة من المنتجين الذين لا يملكون أي شيء سوى المال».