في أوّل عرض له خارج بلده الأم، يُشارك الفيلم السوري «رحلة يوسف» (100 د، إخراج جود سعيد الذي تشارك كتابة السيناريو مع الزميل وسام كنعان، بطولة: أيمن زيدان، ربا الحلبي، سيرينا محمد، حيّان بدّور، أحمد درويش، وائل أبو غزالة، وائل زيدان وغيرهم) في المسابقة الرسمية «آفاق السينما العربية» ضمن الدورة الرابعة والأربعين من «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» التي تنعقد بين 13 و22 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. الشريط روائي طويل يلتقط نماذج إنسانية عانت من ويلات الحرب، لكنّ النسيان طواها، وظلّت بعيدة عن أعين الإعلام ورحمة أي اهتمام إنساني أو منظّماتي أو حكومي. ينطلق المقترح الحكائي للعمل من بيئة جغرافية سورية تقع على الحدود مع لبنان، ويعتمد في تصاعده الدرامي على شخصيات مختلفة بصيغة «استثنائية» عمّا قُدّم سابقاً في الدراما والسينما السورية، سواء من ناحية بنائها النفسي أو رصد تأثيرات ظروف الحرب عليها، أو حتى على مستوى مهنها ويومياتها، وفق ما يؤكد صنّاعه.
«رحلة يوسف» رواية سينمائية تنطلق من علاقة مبهرة لجدّ مع حفيده، وجيران تربطهما بهم صيغة عاطفية رفيعة. تضطر العائلة مع جيرانها للهرب نحو لبنان، لينتهي بهم المطاف جميعاً في مخيّم للاجئين. هناك، تكتشف كاميرات الإعلام موهبة خاصة جدّاً للحفيد، ما يوسّع الأفق نحو مساحات شاسعة من الأحلام المضيئة التي كانت مدفونة تحت ركام الحرب. لكنّ قدر السوري أن يواجه بالخذلان وضربات القدر من تحت الحزام!
«رحلة يوسف» أوّل عمل سينمائي سوري صوّر في الثلج، وقد وقف الحظر الذي فرضه فيروس كورونا حجر عثرة في وجه تصويره، خاصة أنه مرتبط بموسم محدّد، الأمر الذي دفع صاحب «مطر حمص» إلى إعادة تصوير جزء من مشاهده بالاتفاق مع فريقه.
وتبدو المنافسة هذا العام في أوجها ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» نظراً لمشاركة مخرجين مكرّسين من الوطن العربي، هم: المغربي حسن بنجلون بفيلم «جلال الدين»، واللبنانيين كارلوس شاهين بـ «أرض الوهم» وباسم بريش بـ «بركة العروس»، والجزائرية ــ الفرنسية مونيا ميدور بـ «حورية»، والجزائري مرزاق علواش بـ «العائلة»، والمصري شريف القطشة بـ «بعيداً عن النيل».