قضية جوني ديب وأمبر هيرد أضرّت بالمرأة؟

  • 0
  • ض
  • ض
قضية جوني ديب وأمبر هيرد أضرّت بالمرأة؟
فتحت قضية الثنائي الشهير نقاشات حول العنف الأسري وتصديق الناجيات

على مدى ستة أسابيع، تابع العالم مجريات المحاكمة التي جرت بين الزوجين السابقين جوني ديب وآمبر هيرد، في «فيرفاكس» في ولاية «فيرجينيا» الأميركية. محاكمة انتهت بإدانة الثنائي لقيامهما بالتشهير ببعضهما، ووصف تصريحات هيرد حول زواجها بـ «الكاذبة» وأنها تصرفت «بخبث حقيقي». وكان المحلّفون قد قرروا أن يحصل ديب، (نفى الإساءة إلى هيرد)، على تعويضات تأديبية وعقابية بقيمة 15 مليون دولار. وقد عبّر عن سعادته بالقرار قائلاً إن «هيئة المحلفين أعادت لي حياتي. لقد أخجلتم تواضعي حقاً». وتابع بيان ديب: «آمل أن يكون سعيي لإقرار الحقيقة قد ساعد آخرين، رجالاً ونساءً، ممن وجدوا أنفسهم في وضعي، وألا يستسلم أولئك الذين يدعمونهم أبداً»، فيما فازت هيرد (36 عاماً) بواحدة من ثلاث دعاوى مضادة ضد ديب (58 عاماً)، وحصلت على مليوني دولار كتعويض. مجريات المحاكمة التي تابعها الأميركيون لحظة بلحظة، وحققت مليارات المشاهدات على وسائل التواصل الإجتماعي، فتحت توازياً نقاشاً إشكالياً حول العنف الأسري وتصديق الناجيات، وخطورة نقض أي شهادة امرأة معنفة، والتشكيك بصحتها، على خلفية ما ادعته هيرد، في المحكمة والمزاعم التي اطلقتها بشأن ما تعرّضت له من إساءة جسدية عنفية من زوجها السابق. تبين أن الأخير تلقى بدوره إساءة عنفية بالغة في أنحاء وجهه ويده. يفتح النقاش اليوم، بعد هيمنة الحركات النسوية سيما «مي تو» التي خرجت عام 2017، على الفضاء الإفتراضي، واستطاعت قلب الطاولة على العديد من الرجال المتهمين بالتحرش الجنسي سيما في مجالات الترفيه والسينما، مما اضطر العديد من الشخصيات الى ترك أعمالها أو مواجهتها للإقالة من مناصب رفيعة، وما أرسته لاحقاً، من سلطة حقيقية على المتحرشين وإعطاء الزخم للناجيات من العنف. واليوم صرنا في عصر آخر، إذ وجد بعضهم في قضية ديب/ هيرد، نموذج امرأة ادعت تعرضها للعنف الأسري، وحاكت حوله العديد من «الأدلة» المزيفة، ونموذجاً لرجل ناصره الملايين سيما النساء منهن، وخرج منتصراً من المحكمة. نقاش قد لا يصل الى مكان، لكن لا شك أننا أمام مرحلة جديدة، تتزايد فيها التحديات على المرأة، وعلى المعنفة بشكل خاص، وسط استغلال قضية ديب/ هيرد، ودخول العديد من المصطادين/ ات في المياه العكرة، لنسف ما وصلت اليه النساء من فضح للمتحرشين ومعاقبتهم، والعودة ربما، الى نقطة الصفر!

0 تعليق

التعليقات