انطلقت أمس محاكمة الممثل الأميركي بيل كوسبي (84 عاماً) مدنياً أمام القضاء الأميركي، إذ يمثل أمام إحدى محاكم كاليفورنيا بتهمة الاعتداء الجنسي على مراهقة قبل نحو خمسين عاماً. وتقول جودي هوث إنها تعرضت عام 1974 لاعتداء جنسي من جانب الممثل الذي جسّد لسنوات دور الأب المثالي في مسلسل «ذي كوسبي شوو» في مقر مؤسس مجلة «بلاي بوي»، وكانت تبلغ آنذاك 15 عاماً. وتؤكّد أنها تعرضت لأذى نفسي يلازمها منذ حصول الوقائع المفترضة.
وتشير هوث إلى أنّها قابلت بيل كوسبي في موقع تصوير أحد الأفلام، وتقول إنّ الممثل دعاها بعد التصوير إلى نادي التنس الخاص به، وأعطاها كاساً من الكحول قبل أن يصطحبها إلى مقر مؤسس مجلة «بلاي بوي» (المعروف بـ«بلاي بوي مانشن») ويعتدي عليها.
وينفي كوسبي الذي سبق أن اتّهمته عشرات النساء بالاعتداء الجنسي عليهنّ، أقوال جودي هوث.
وكان الممثل قد أُطلق سراحه في حزيران(يونيو) 2021 بعدما ألغت المحكمة العليا في بنسلفانيا الحكم عليه بالسجن لفترة لا تقل عن ثلاث سنوات لاعتدائه جنسياً سنة 2004 على أندريا كوستاند التي كانت تعمل في «جامعة تمبل» في مدينة فيلادلفيا. ورفعت جودي هوث دعوى مدنية في 2 كانون الأول/ديسمبر 2014، لكنّ المحكمة علقت الإجراءات بسبب دعوى جنائية كانت مرفوعة ضد كوسبي في تلك المرحلة.
واعتبر كثيرون أنّ قرار المحكمة العليا في بنسلفانيا، بالإضافة إلى رفض استئناف هذه الدعوى أمام المحكمة العليا الأميركية في آذار (مارس) 2022، شكّلا إساءة لحركة «مي تو» المناهضة للعنف ضد المرأة.
ولم تبرئ المحكمة العليا في بنسلفانيا كوسبي لكنّها ألغت الحكم لوجود خلل في الإجراء.
وكان المدّعي الأول المكلف قضية أندريا كوستاند قرر عام 2005 عدم استكمال الدعوى الجنائية في حق الممثل وحضّه على الإدلاء بشهادته في دعوى مدنية رفعتها المدعية، وهو ما وافق كوسبي على القيام به.
وخلال جلسة استماع خاصة بهذه القضية، اعترف كوسبي بإعطائه كوستاند أقراصاً مهدئة قبل ممارسة الجنس معها، مؤكّداً أنّ ذلك جرى برضاها لأنّها لم تظهر أي اعتراض أو رفض. واستخدمت هذه الشهادة ضده أثناء محاكمته جنائياً.
وانطلقت المحاكمة في قضية جودي هوث في سانتا مونيكا باختيار هيئة محلفين، فيما تبدأ المرافعات الخاصة بالادعاء والدفاع الأسبوع المقبل.