نيللي كريم. اسم حفر طريقه ببراعة بين الممثلين المصريين والعرب، منذ ظهوره الأوّل على الشاشة الصغيرة في مسلسل «وجه القمر» (تأليف ماجدة خير الله، إخراج عادل الأعصر). مع مرور الوقت، أثبتت نيللي، من خلال أعمال درامية اجتماعية دسمة كـ «بنت اسمها ذات» (2013 ــ مأخوذ عن رائعة صنع الله إبراهيم/ سيناريو وحوار مريم نعوم، إخراج كاملة أبو ذكري) و«سجن النسا» (2014 ــ مأخوذ عن رواية فتحية العسال/ سيناريو وحوار لمريم نعوم وهالة الزغندي، وإخراج كاملة أبو ذكري) أنّها صاحبة موهبة حقيقية نضجت بمساعدة الزمن والاجتهاد.قبل فترة، قرّرت النجمة المصرية أن تخلع عباءة الدراما الاجتماعية وأن تسلك طرقاً مختلفة. هكذا، شاهدناها في رمضان 2020 في دويتو كوميدي متناغم يتميّز بكيمياء واضحة مع مواطنها وزميلها آسر ياسين في مسلسل «بـ 100 وش» (قصة وسيناريو وحوار أحمد وائل وعمرو الدالي، إخراج كاملة أبو ذكري).
غير أنّ النجاح الذي حققه هذا العمل لم يكن من نصيب فيلم الرعب «خط دم» (Bloodline ــ كتابة وإخراج رامي ياسين ــ 92 د) الذي كشفت عنه منصة البثّ التدفّقي السعودية «شاهد VIP» في بداية العام الماضي.
خطوات ناقصة عدّة سُجّلت في رصيد كريم بعد ذلك، من بينها المسلسل الرمضاني «ضدّ الكسر» (تأليف عمرو الدالي وإخراج أحمد خالد) في 2021.
وأخيراً، اختارت نيللي أن تغوض في عالم «الديستوبيا» شديدة الرواج في مجال صناعة السينما والدراما في الغرب، خصوصاً خلال السنوات القليلة الماضية. من إنتاجات «شاهد» الأصلية، تنطلق رحلة إلى المجهول حين يحاول مَن تبقّى على الأرض الوصول إلى بقعة الضوء الوحيدة المتبقاة فيها، بعد 70 عاماً على نهاية العالم إثر حرب ضروس. هذه هي الفكرة الأساسية التي تتمحور حولها سداسية «الجسر» (قصة وإخراج بيتر ميمي ــ كتابة محمد سليمان عبد المالك) التي تتشارك نيللي كريم بطولتها مع عمرو سعد وآخرين، وستكون لنا عودة إليها قريباً.
بعيداً عن تفاصيل المسلسل الذي ينتمي إلى فرع من الخيال العلمي يُطلق عليه اسم دراما ما بعد نهاية العالم (Post-Apocalyptic) ويمزج بين الحركة والتشويق، تلفت نيللي كريم الأنظار، لكن ليس إيجابياً هذه المرّة.
يُحسب لها أنّها تحاول التجديد عن طريق اختيارها لعب شخصية غير تقليدية تُدعى «دليلة». إنّها زعيمة المستعمرة المستبّدة المجرّدة من المشاعر، والتي تتخذ قرارات يومية مبنية على مبادئ وضعها والدها المؤسّس. امرأة ديكتاتورية تعتقد أنّها دائماً على حق.
لكن منذ البداية، يُدرك المشاهد أنّ الممثلة البالغة 47 عاماً تقدّم أداءً مفتعلاً إلى حدّ بعيد وكأنّها لم تلبس جلد «دليلة» كما فعلت في أدوار سابقة قدّمتها ببراعة وطبيعية وأريحية واضحة. فالبرود والصرامة والتكبّر التي تعدّ سمات الزعيمة الأساسية، أتت غير مقنعة.
فطوال الوقت، يلازم المرء شعور بأنّ هناك «نكهة» ناقصة أو حلقة مفقودة في ما تقدّمه بطلة مسلسل «تحت السيطرة» (إخراج تامر محسن الذي تشارك الكتابة مع مريم نعوم).
قد يظنّ البعض أنّ لياقة نيللي البدنية الناتجة عم ممارستها للرياضة والرقص ستكون حليفتها في تأدية مشاهد الأكشن والقتال، إلا أنّ الواقع لم يكن كذلك أيضاً. وربّما المسؤولية الأكبر هنا تقع على عاتق المخرج الذي لم يجد إدارة هذه اللقطات تحديداً.