بين 20 و30 كانون الثاني (يناير) 2022، ستشهد الولايات المتحدة نسخة هجينة من «مهرجان صندانس السينمائي»، للمرة الأولى في تاريخه، إذ يقام حضورياً في مكانه المعتاد في جبال الغرب الأميركي في يوتا ويُنقل في الوقت نفسه عبر الإنترنت. اشتهر الحدث بأنّه يتيح اكتشاف أصحاب مواهب يبرزون مستقبلاً، ومنهم مثلاً المخرجان كوينتن تارانتينو وداميان شازيل. ويقام منذ انطلاقه عام 1978، لكنّ جائحة كوفيد-19 أجبرت المنظّمين على تنظيمه بصيغة افتراضية في كانون الثاني الفائت.
وفي ظلّ المخاوف من تفشي متحوّرة أوميكرون من فيروس كورونا، قرّر القائمون على المهرجان أن تُطبّق هذه السنة صيغة هجينة للعروض التي تتخلّلها حوارات. وأوضحت مديرة المهرجان، تابيثا جاكسون، لوكالة «فرانس برس» أنّ هذه الصيغة توفر «قدراً أكبر من المرونة وتحقّق دعاية وطاقة مضاعفتين» للأفلام المعروضة.
يتضمن برنامج دورة 2022 مسلسل «جين يوس» الوثائقي عن مغنّي الراب كانييه ويست، وهو من إخراج صديقه القديم كلارنس «كودي» سيمونز الذي استخدم فيه مشاهد صُورت على مدى أكثر من 20 عاماً.
وتشمل العروض أيضاً أعمالاً وثائقية أخرى من بينها «وي نيد تو تاك أباوت كوسبي» الذي يتناول قصة سقوط النجم التلفزيوني الأميركي بيل كوسبي، و«ذي برينسس» عن حياة الأميرة ديانا ومقتلها.
يُفتتح الحدث في سولت ليك سيتي بفيلم «لوسي أند ديزي» لإيمي بولر عن الممثلة الكوميدية الأميركية الشهيرة لوسيل بول.
أما المخرجة روري كينيدي، ابنة روبرت ف. كينيدي، فتتناول في «داونفول: ذي كايس أغينست بوينغ» سلسلة الأخطاء التي أدت إلى كارثتين جويتين متتاليتين تعرّضت لهما طائرتا «بوينغ 737 ماكس» وأسفرتا عن مقتل ما مجموعه 346 راكباً.
ولاحظت تابيثا جاكسون أن عدداً من المخرجين استعانوا «بمشاهد أرشيفية» في أعمالهم هذه السنة بفعل القيود التي فُرضت لاحتواء تفشي فيروس كورونا.
أما في ما يتعلق بالأعمال الروائية، فيُعرض فيلم «ليفينغ» القائم على سيناريو كتبه الفائز بجائزة نوبل الآداب الياباني كازوو إيشيغورو، وهو إنتاج جديد لتحفة 1952 السينمائية «العيش» لأكيرا كوروساوا، وتجري أحداثه هذه المرة في لندن خلال خمسينيات القرن العشرين.
ويعرَض أيضاً فيلم «892» الذي يؤدي بطولته الممثل الأميركي مايكل ك. وليامز الذي توفي في أيلول (سبتمبر) الفائت. ويتناول هذا الفيلم الذي يمثل فيه أيضاً جون بوييغا قصة جندي أميركي يضطر إلى اتخاذ قرارات عنيفة ومتطرفة لدى عودته إلى الحياة المدنية لتفادي رميه في الشارع.
وتلعب الممثلة إيما طومسون في فيلم «غود لاك تو يو، ليو غراندي» دور أرملة خمسينية تستعين بخدمات شاب يعمل في مجال الجنس، فيما تقدم مؤلّفة مسلسل «غيرلز» لينا دانهام فيلمها الاستفزازي «شارب ستيك»، وهو الشريط الروائي الأول لها منذ أكثر من عشر سنوات.