رحيل زهير رمضان تابع: «فرسان» التشفّي بالموت

  • 0
  • ض
  • ض


رحيل زهير رمضان تابع: «فرسان» التشفّي بالموت
حال رحيل زهير رمضان، علت بعض الأصوات المتشفّية

نعرف تماماً هفوات الراحل زهير رمضان (1959ـــــ2021)، وربما نكون أكثر من شاكسناه خلال فترة تولّيه منصب نقيب الفنانين السوريين، ولاحقناه على الدّعسة كما يقال. كنّا له بالمرصاد النقدي عند كلّ ظهور إعلامي، وكلّ تصريح، كما كنّا رأس حربة إعلامية في تحويل انتخابات النقابة الأخيرة إلى قضية رأي عام، رغبةً في التغيير وضخّ دماء جديدة في النقابة في محاولة لتعديل منظومة العمل! لكن حالما سمعنا بخبر مرضه، كان علينا التوقّف ملياً بلغة أخلاقية وإنسانية، عند محنة الرجل، كما كان لا بد لدى رحيله من نعيه كما يليق بفنّان تخرّج من «المعهد العالي للفنون المسرحية»، وأمضى حياته أمام الكاميرات، وترك بصمة واضحة في أكثر من دور تلفزيوني! لكن ماذا عن هؤلاء المتشفّين بالمرض والموت؟ كيف لمحسوب على الفن والثقافة والمهن الإبداعية أن يكون بهذا التهاوي والوضاعة الأخلاقيّة! لن نستغرب لو علمنا بأسماء هؤلا المتشفّين، فغالباً، لم يسمع أحد بنوّار بلبل منذ سنوات رغم أن الرجل خريج «المعهد العالي للفنون المسرحية» وابن قامة مسرحية معروفة اسمها فرحان بلبل، إلا أنه تاريخياً لم يترك أي أثر. لعلّ اللحظة الأبرز في حياته الفنية هي عندما تلقّى صفعة المعلّم عمر (عبّاس النوري) في مسلسل «ليالي الصالحية» (أحمد حامد وبسام الملا). إذاً، المنجز كلّه يُختصر بتلقّيه صفعة في مسلسل يشجّع التخلّف والرجعية! بالتالي، لن يكون غريباً على نوّار بلبل أن يشتم الراحل زهير رمضان بأفظع الألفاظ على صفحته الشخصية، متشفّياً بالموت بهذه الهيئة المستفزة. الحال ذاتها عند همام حوت الذي ارتبط اسمه لسنوات طويلة في سوريا بالمسرح التجاري بصورته الرديئة ومحاباة السلطة وتسوّله أموالها. هذه النماذج لن تتأخر في نقل بندقيتها إذا مال الهوى ضد السلطة، لأن الغاية الانتهازية تملي بأن بكون الهدف والقناعة هي المصلحة الشخصية. بينما كان حوت أحد أبشع أبواق السلطة، سرعان ما انقلب ضدّها. ممثل المسرح التجاري الرديء لن يكون مفاجئاً أن ينتهج نفس طريقة بلبل في التشفي بالموت والشتم العلني على رجل فارق الحياة! على أي حال، القاعدة الأخلاقية التي تقول بأنّ الضرب بالميّت حرام، لم تأت عن عبث، فكيف لك أن تتخيلّ نزالاً مع جسد مسجّى بلا روح. الفروسية تقتضي أن تنازل خصماً وندّاً قادراً على الرد عليك. أما أن تشتم ميّتاً، فتلك خصال الجبان.

0 تعليق

التعليقات