لن يكون الخلاف حول نقابة الفنانين، والمنطق الذي يشتغل فيه النقيب، محور نقاشنا، إذا كان الخبر أكبر من هذا كلّه وهو يفيد للأسف، بأن نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان يعاني من مرض شديد، من دون التأكد من وضعه الصحي بدقّة. سيكون التآلف مع الرجل وتاريخه الفنّي وحسّه الإنساني، هو العنوان العريض في كلّ شيء! أما أيّ تصفية حسابات مع الرجل، في محنته الصحيّة، ومحاولته التمني السيء له، فهذا لا يتم إلا على يد كلّ حاقد متّشف بالمرض، من دون أن ينتبه مروّجو تلك الأخبار الوضيعة، بأن لا أحد في هذا العالم على رأسه خيمة!. هكذا، راحت بعض الصفحات الفيسبوكية الدخيلة تنشر خبر وفاته، من دون أن يرفّ لها جفن، رغم تكذيب صفحات النقابة مراراً للخبر، وشرح وضعه الصحي بأنّه «في تحسّن»، والتلويح برفع دعاوى قضائية، لكن لم تتوقف صفحات عديدة عن نشر خبر كاذب يفيد بوفاته، إلى درجة تلقّينا فيه العزاء من بعض الإعلاميين اللبنانيين.على أيّ حال، المنطق المهني يقول بأنه عندما يكون الموضوع متعلقاً بظرف قاهر مثل المرض، لا يمكن إلا بعث تمنيّات بالغة بالشفاء التام والعودة لمزاولة الحياة على هيئتها الطبيعية.
ولعلّها فرصة للخوض في حياة الممثل السوري المهنية الذي تخرّج من «المعهد العالي للفنون المسرحية» في دفعاته الأولى ولعب عشرات البطولات التلفزيونية أهمّها دور «أبو جودت» في سلسلة «باب الحارة» (لبسّام الملّا) وقد اقترح خلال هذا الأداء حلاً درامياً بارعاً، عندما راح يحاكم الشخصية أخلاقياً، من خلال أدائه لها بصيغة الكاركتير المبالغ فيه. كذلك لعب شخصية «المختار البيسة» في «ضيعة ضايعة» (ممدوح حمادة والليث حجو). حينها حقق نجاحاً كوميدياً مدوياً، واستقطب جماهيرية ساحقة، إلى درجة أن الناس أعادوا نشر مقاطعه مع «سلنغو» (النجم فادي صبيح) الذي يحب ابنته «عفوفة» مع رفض والدها «سليل الإقطاع» عندما نافسه صبيح على منصب النقيب في الانتخابات الأخيرة.
في كل الأحوال، سواء اتفقنا أم اختلفنا معه، يملك زهير رمضان منطقاً خاصاً مهما وصلت حدّته. هو يستطيع تطويعه ببراعة أدائية، ولغة محنكة، لجعله دريئة دفاع عنه، ومحاولة ترويج هذا المنطق في لقاءاته الإعلامية التي ينتقيها بهدوء وذكاء! ولعلّنا ننتظر من نقيب الفنانين السوريين تعافياً كاملاً ليعود نداً شرساً كما كان وعوّد أصدقاءه قبل خصومه على ذلك، ولتشهد المؤسسة النقابية جولات خصام قادمة، لا تفسد للودّ أيّة قضية!