لن يشعر أحد بالغرابة بعد اليوم، وهو يرى الدراما السورية تترنّح، وتفقد آخر بقايا أمل للعودة السليمة، على الأقل نحو المطرح الذي وصلت إليه سابقاً بفضل المال والمحطّات الخليجية، والمواهب والخبرات المحلّية، وجدية القائمين على مرحلة ذهبية خلت! طالما أن الطلب اليوم على الدراما المشغولة داخل أسوار دمشق، بات فقط لنوع البيئة الشامية غالباً. كأنها قاعدة أزلية من الآن حتى تقوم الساعة! المفارقة أن الشغل يتم بمنطق الكيلو.. إذ تقرر الشركة إنجاز خمسة أجزاء، يصوّر كل جزءين بعقد واحد، بغية التوفير الإنتاجي! على هذه الهيئة، عادت شركة «عاج» (هاني العشّي) إلى الشغل في العام الماضي، وأنتجت مسلسل «حارة القبّة» (كتابة أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي). ورغم أنها استقطبت في تصوير أوّل جزءين، (عرض الأوّل حصرياً على قناة «دبي»)، عدداً كبيراً من النجوم بينهم: عبّاس النوري، سلافة معمار، فادي صبيح، خالد القيش، ندين تحسين بيك، وآخرون.. إلا أنها دفعت أجوراً ضعيفة بحسب غالبية من عمل في المسلسل، لكن بعض النجوم دخل بمنطق الشراكة بنسبة بسيطة جداً من الربح علاوة على أجره، كنوع من دعم لعودة الشركة إلى السوق بعد توقّفها قرابة عشر سنوات عن الشغل! لكن مع بدء التحضير للجزء الثالث، انضمت النجمة أمل عرفة إلى المسلسل وصرّحت لنا عن ماهية شخصيتها. وبمجرّد بدء التصوير، خرجت نجمة «وشاء الهوى» (يم مشهدي وزهير قنوع) لتعلن اعتذارها عبر صفحتها الشخصية على الفايسبوك. وأردفته بمنشور طويل شرحت فيه التهاوي الإنتاجي الذي بات يحصل كلّ يوم، ومحاولة استغلال الشركات لنجوم الدراما السورية من ناحية الأجر، والتضييق على الجيل الجديد أيضاً، والعمل وفق منطق ربحي بخس، لا يرأف بحال الجهود المبذولة لتحقيق أرباحاً طائلة!
المفاجأة بأن أمل ليست أوّل المعتذرين عن عدم الشغل في هذا المسلسل، إذ سبقتها زميلتها سلافة معمار بعدما عملت في أوّل جزءين بأجر قليل كنوع من ردّ الجميل للشركة التي لعبت معها أهم أدوار حياتها وهي «بثينة» في «زمن العار» (حسن سامي يوسف ونجيب نصير وإخراج رشا شربتجي). لكنّ مع انطلاق الجزء الثالث، اختارت فرصاً أفضل على المستوى المالي، وعلى صعيد الانتشار، لتحلّ بديلة عنها زميلتها رنا شميّس. كذلك اعتذرت روعة السعدي بسبب مساحة الدور، لتحلّ بديلة عنها تسنيم باشا، إلى جانب اعتذارات بين صفوف الممثلين الشباب بينهم إياد عيسى!