لم يكن عبدالمنعم عمايري يحتاج إلى بطولة مطلقة ليثبت أنه رقم صعب في عالم التمثيل. لكن أداء النجم السوري في مسلسل «قيد مجهول» (إﺧﺮاﺝ السدير مسعود وﺗﺄﻟﻴﻒ محمد أبو لبن ولواء يازجي وإنتاج I Productions محمد مشيش)، فتّح عيون شركة «صبّاح إخوان» للتعاقد معه على بطولة الجزء الأخير من مسلسل «الهيبة 5» (ورشة كتّاب وإخراج سامر البرقاوي).كان من الممكن أن يكون «قيد مجهول» عادياً، لولا حضور الفنان فيه. فقد اشتغل على المشاكل النفسية المتراكمة في شخصية سمير عبدالرحيم التي لعبها في العمل الدرامي الذي عرضته osn حصرياً. من الحلقة الأولى لـ «قيد مجهول»، يقع المتابع في حيرة من أمره. هل يعاني سمير من أمراض نفسية أو أنه طبيعي؟. ليجيب نفسه لاحقاً أن سمير طبيعي، ولكن الحقيقة عكس ذلك إطلاقاً.
يبدأ المسلسل بجريمة قتل، وينطلق الأمن الجنائي بالتفتيش عن خيوطها التي تتوسع. فما علاقة سمير الرجل الكادّ على عياله، بتلك الجريمة لشخصية ثرية؟. لاحقاً تقترب الكاميرا أكثر من سمير، ونتعرّف إلى صديقه الصدوق والثري يزن (باسل خياط). هذه التركيبة في الشخصيتين ستقدّم للمتابع لوحات ممتعة يتقاذفها العمايري وتلميذه الخياط الذي كان يدرس في «المعهد العالي للفنون المسرحية». هي أشبه بلعبة Ping Pong، حيث يعطي العمايري تأشيرة لمواطنه، فيقوم الأخير بالتصعيد لتحريض العمايري على تقديم أجمل ما عنده. في مقارنة قد تكون منصفة للثنائي، يجد المتابع أن العمايري «طحن» الخياط بأدائه، ليكون أستاذاً أبّاً عن جدّ. لكن سمير صاحب شخصيات مركبة، هو المكافح والرقيق، والوفي صاحب الطينة النادرة، فهل فكّر المتابع بأن يزن قد يكون من نسج خياله!.
في مخيّلة سمير متاهات لا نهاية لها، جرّاء ترسبّات الطفولة ومشاكل عائلته النفسية. هي نتاج الحرب الطاحنة في سوريا، ونموذج الرجل البسيط في هذه الدنيا الظالمة. من جانبه، إستطاع السدير مسعود أن يقدّم المريض نفسياً تدريجياً وعلى مراحل ليلحقه المشاهد حتى اللقطة الأخيرة ليعرف الحقيقة. فمنذ الحلقة الأولى للعمل، يبدأ بالتلميح إلى أن سمير يعيش الشكّ بأن زوجته منال (نظلي الرواس) تخونه. في مخيلته شبكة من المشاهد الاباحية لخيانة زوجته، كيف تقبّل الخائن وتعيش معه لحظات غرام. قبل أن يستيقظ من أوهامه ويكتشف أن زوجته صادقة تعمل ليلاًَ نهاراً لمساعدته مالياً. تتطوّر حالة سمير تباعاً مع الحلقات، إلى أن نصل إلى نهاية رجل يرتكب جريمة ويعيش المرض النفسي على حقيقته. يزن هو شخصية من نسج خياله سمير، وهو الطيب والمجرم معاً. هكذا، يتحول دماغ سمير إلى معمل لفبركة المشاهد وعيشها بدقة. يعتبر سمير بمثابة دور العمر للعمايري، حيث تربّع على عرش عمل فتح شهية شركات الانتاج عليه، ليكون نجماً بدون منازع.