قبل افتتاح الدورة الرابعة والسبعين، حذّر رئيس «مهرجان كان السينمائي الدولي»، بيار ليسكور، من أنّه «لن يكون بإمكاننا التصرف بإهمال»... ففي زمن وباء كوفيد-19 وما حتّمه من تدابير حيطة وتباعد، من المتوقع أن تكون السهرات الشهيرة التي تزيد من رونق هذا الحدث السنوي أكثر انتقائية مع الحد من عدد المشاركين فيها.وإن كان حضور مثل هذه الحفلات التي تلي عروض الأفلام أمراً شاقاً على المشاركين في المهرجان في الأوقات العادية، فلا شكّ في أنّ الحصول على إحدى هذه الدعوات المنشودة سيكون أكثر صعوبة هذه السنة.
تقلّصت السهرات عدداً وبذخاً خلال السنوات الماضية في ظل الأزمة الاقتصادية، إنّما كذلك بسبب ضغوط سكان المنطقة الواقعة على الريفييرا الفرنسية الحريصين على هدوئهم، ما أثار استياء روّاد المهرجان التواقين إلى العصر الذهبي لليالي كان.
وأضيفت إلى كل هذه الظروف هذه السنة الأزمة الصحية التي حتمت على المنظمين التقليص أكثر من حجم الحدث. في هذا الإطار، لفت بيار ليسكور إلى أنّه «لن نقيم الكثير من السهرات والتجمعات الكبيرة التي قد تكون لها عواقب صعبة. من مسؤوليتنا جميعاً، المهرجان والمدينة والمشاركون، أن يجري هذا الحدث الذي يقام بعد الجائحة على أفضل وجه».
من ناحيتها، أكدت ألبان كليريه، إحدى آخر منظمات هذه الاحتفالات المواكبة للمهرجان، لوكالة «فرانس برس» أنّه «سنتحلّى بحسّ المسؤولية. سنقيم مآدب عشاء جلوساً يشارك فيها ما لا يتعدّى 140 شخصاً! الكمامات ستكون إلزامية للتنقل، وسيتم توزيع عبوات من السائل المطهّر على الطاولات».
على سبيل المثال، وللاحتفال بعرض فيلم «طوال حياتها» (إخراج إيمانويل بيركو) خارج المسابقة، يكتفي دومينيك سيغال، أحد الملحقين الصحافيين الرئيسيين للأفلام، بتنظيم احتفال كوكتيل محدود جداً.
وفي مؤشر آخر إلى هذا المنحى، تخلّت شركة «ماغنوم» الشهيرة للمثلجات التي كانت تنظم سهرات لموزعي الأفلام على شاطئها الخاص، عن المساهمة في هذه الدورة الـ 74 للمهرجان، من دون أن يكون قرارها مرتبطاً بالمخاطر الصحية، إذ أوضحت أن تنظيمه بين 6 و17 تموز (يوليو) 2021 لا يتناسب مع جدول التسويق الذي تتبعه العلامة.
كما قررت دار «شوبار» للمجوهرات، المزوّد الرسمي للسعفة الذهبية، إلغاء احتفالها السنوي الكبير الذي كان عادة من أبرز أحداث ليالي المهرجان، مفضلةً تنظيم سهرات صغيرة محصورة الحضور على شرفة فندق «مارتينيز».
لكن رئيس قسم السهرات في مجلّة «غالا» لأخبار المشاهير، ألكسندر مارا، رأى أنّ «مهرجاناً بدون حفلات حقيقية، أمر لا يبدو ممكناً... الحفلات جزء من المهرجان. صفقات الأفلام تعقد بين كأسي شمبانيا. سنشهد هذه السنة احتفالات أكثر حصرية. ستكون أكثر انتقائية بعد!». وقررت المجلة التي ترافق المهرجان بإصدار ملحق يومي، منذ الآن حصر تقاريرها عن سهرات كان بأربع صفحات بدل سبع.
كذلك، عمد المعهد الأميركي للأبحاث حول الإيدز «أمفار» إلى الحد من مشاركته في المهرجان بسبب الجائحة، مع حصر الحضور خلال سهرته الخيرية الشهيرة التي تجتذب كل سنة كبار النجوم والمشاهير بـ400 مدعو هذه السنة مقابل 900 في الظروف العادية.
وبدعوة من بلدية كان، سيخفّض إلى النصف عدد المدعوين إلى الاستقبال التقليدي الذي يقيمه رئيس البلدية للصحافة الدولية التي تغطي المهرجان بحضور أعضاء لجنة التحكيم والمنظمين، بعدما كان يشارك فيه عادة 800 شخص. وأوضحت البلدية أنّ «هذا سيسمح لنا بالالتزام بشكل تام بالتباعد الصحي الذي لا يزال ساريا مهما قيل».
وفي مؤشر آخر معبّر، لفتت مديرة دائرة البيئة في منطقة كان ليرين، ماري أنياس بورتيرو، إلى أنّ الطلبات التي قدمها منظمو السهرات أدنى بكثير من العادة، إذ تم حجز عدد أقل بكثير من أحواض النفايات.