قبل أيام من افتتاح دورته الـ 70 في 20 شباط (فبرايل) المقبل، أعلن «مهرجان برلين السينمائي» إلغاء إحدى أهم جوائزه الفضيّة لأنها تحمل اسم ألفرد باور (1911 ــ 1986) الذي تبيّن أنه كان نازياً برتبة عالية. المحامي والمؤرّخ السينمائي الألماني الذي كان أوّل من ترأس إدارة المهرجان عام 1951 واستمر في هذا المنصب حتى 1976، كان منخرطاً في تنظيمات وأفرع عدّة من الحزب النازي، أبرزها عمله في وحدة الدعاية مع جوزيف غوبلز. «فضيحة» ماضي بوير كشف عنه بحث تاريخي نشر في صحيفة «دي تسايت» الألمانية الأسبوعية. يؤكد التحقيق أن باور كان عضواً في الحزب النازي، كما في «كتيبة العاصفة» (SA) أي الجناح شبه العسكري للحزب النازي، وعضواً أساسياً في وحدة أفلام الرايخ التي أنشأتها وزارة الدعاية عام 1941 للسيطرة على الإنتاج السينمائي. هذه الممارسة السياسية الملتزمة، أشادت بها سلطة الحزب النازي التي وصفت التزامه السياسي بأنّه «لا تشوبه شائبة». وقد وجدت هذه الوثائق وسواها من تلك التي استند إليها التحقيق الصحافي في الأرشيف الألماني الفيدرالي للأفلام، بالإضافة إلى أرشيف مدينة برلين. أفشت هذه الوثائق أيضاً عن مهام باور، الذي كان يتجسّس على الممثلين والمخرجين والعاملين في قطاع السينما، فيما كانت له كلمة في تقرير مصير المجندين حيث كان يقرّر من عليه الذهاب إلى الحرب. لماذا تأخر اكتشاف نازية باور عقوداً طويلة؟ بعد الحرب، تخلّص باور بحرفيّة من أي أثر لماضيه القاتم حتى إنه أشاع بأنه لطالما كان خصماً للحكم النازي، إذ راح ينشر مهمات كاذبة عن دوره خلال الحرب ليخفي انتماءه الفعلي. هكذا اتخذ المهرجان القرار بإلغاء أبرز الجوائز التي أطلقها بعد موت ألفرد باور عام 1986، والتي تمنح للأفلام الروائية التي تفتح آفاقاً جديدة في فن السينما. وقد علّق المهرجان على صفته على السوشال ميديا، بأن «تأويل هذه المصادر يقترح أن باور تسلّم مواقع مهمّة خلال الفترة النازيّة. بناء على هذا، ستعلّق اللجنة جائزة الدب الفضي لألفريد بوير فوراً». وجاء في البيان أيضاً «نحن نرحّب بهذا البحث ونشره في الجريدة، وبناء عليه سننتهز الفرصة للبدء ببحث معمّق عن تاريخ المهرجان بالاستعانة بخبراء خارجيين».