«الطريق إلى روح الراحل نضال سيجري ومشوارِ حياته تعني الكثير من المتناقضات. زهوةُ البدايات، سعفةُ الذهب التي تعاين سقف الحماس» بتلك الكلمات يفتتح النجم فادي صبيح وثائقي «نضال سيجري.., وثيقة 103»(كتابة وإعداد وتحقيق الزميل وسام كنعان ـــ إنتاج مؤسسة «كيو ميديا الإعلامية»/ محمد شعبان). ومن المفترض أن يعرض هذا المساء في مناسبة ذكرى وفاة النجم السوري السادسة، على صفحات منصة «كيو ميديا» وعلى قناة «لنا» السورية. الشريط سلك طريق مدينة اللاذقية حيث ولد نضال سيجري (1965 ـــــ 2013) وعاش وأمضى آخر أيام حياته، وقد أراد صانعوه أن يجيبوا على سؤال مفاده: لماذا لم يستطع الموت هزيمة ذكرى بطل «ضيعة ضايعة» (ممدوح حمادة والليث حجو)؟ وما هو السبب الذي جعله في غيابه يتفوّق على مستوى التداول حتى على عرّابيه وأساتذته والمؤسسين للفن السورين من الراحلين؟ ثم كيف حظي «أسعد» بكل هذا الدمع ولو كانت سوريا تعيش موسم الموت الوفير! هكذا، قرر فريق «وثيقة 103» أن يبتعد تماماً عن المادة التي استهلكت في ما يخص قرية السمرا، أي المكان الذي جرى فيه تصوير «ضيعة ضايعة» ونأى الوثائقي بنفسه عن فكرة البحث عن أي علاقة بـ «ضيعة ضايعة»، بل اختار السعي وراء الملامح الإنسانية التأسيسية، والتجوال في حارته العتيقة بين أهله وجيرانه وأصدقاء طفولته، والكواليس الخلفيّة التي كان يعيشها بعيداً عن الواجهة الفنيةّ، إضافة إلى هوسه في المسرح، وتحويله قاعات المسرح الجامعي في «عروس الساحل السوري» إلى مكان منتج بزخم عال، بذريعة الطاقات الشابة التي تشتغل فيه! كما يكشف الفيلم قصّة الغرفة 103 في أحد فنادق اللاذقية، والتحوّل الجذري الذي طرأ على حياة سيجري فيها، خاصة أنه لم يقم في اللاذقية إلا في تلك الغرفة! ويدلي النجمان عابد فهد وباسم ياخور بشهادتين يكشفان فيهما للمرّة الأولى تفاصيل حياتية وإنسانية عايشاها مع نضال!.
من مسلسل «ضيعة ضايعة»