لا تزال التحضيرات قائمة في «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي» لإنتاج مسلسل سيرة المطران هيلاريون كابوشي (1922-2017) رجل الدين المولود في حلب، الذي أصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس سنة 1965، قبل أن يجيّر مكانته الدينية في خدمة القضية الفلسطينية. وسيحمل اسم العمل «حارس القدس» (كتب السيناريو له حسن م. يوسف، وسيتولى إخراجه باسل الخطيب)، على أن يلعب بطولته النجم غسّان مسعود. ومن المفترض أن يؤدي شخصية المطران شاباً النجم محمود نصر. لكن الاتفاقات المالية والأجور الضعيفة تحول دون انضمام أسماء مكرّسة إلى المسلسل الذي يصوّر بين دمشق وحلب وطرطوس واللاذقية وريف دمشق ومناطق عديدة من الجغرافيا السورية. لكن المفارقة أن الاعتذارات تتوالى بشكل تدريجي أوّلها كان مع النجمة كندة حنّا التي طرحت الموضوع علناً من خلال صفحتها الشخصية على الفايسبوك، فيما لم يتم الاتفاق مع محمود نصر حتى الآن، لتنضم النجمة رنا شميّس إلى قائمة المعتذرين رغم أنها اشتغلت لأكثر من سنة بأجور الجهة الحكومية، لكن ضمن ظروف لها علاقة بطبيعة العمل والدور الذي تؤديه.في حديث مع «الأخبار» تقول شميّس: «كنت متحمسة للعمل مع المخرج، وقد ربطت فوراً بين هذه التجربة وبين مسلسله المؤثر «نزار قبّاني» كونهما ينتميان إلى الشكل نفسه، أي السيرة الذاتية. شدتني فكرة محاكاة مثل هذه الشخصية وكان يفترض أن يكون أوّل تعامل لي مع باسل الخطيب. لكن للأسف الأجور في المؤسسة مخجلة، إلى درجة أنها لا تكفي مصروفاً شخصياً خلال التصوير». أما عن دورها الذي كان يفترض أن تؤديه، فتردّ بأنها كانت ستلعب دور: «ريما صديقة المطران المغتربة في روما التي تقرر العودة للحياة في حلب، ويوصيها المطران بأن تعود به بكمشة تراب من أرض سوريا التي ولد فيها وعشقها وقد ساندته مدى حياته! لكنّها تصعق منذ لحظة وصولها الشام بمناظر الدمار التي تسيّج طريق المطار! الشخصية غنية وتحتمل الكثير من التفاصيل وتحتاج إلى مقدرات تمثيلة وشغل حقيقي!»
فعلياً تعاني «مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي» من خلل واضح في طريقة توزيع الميزانية رغم أن ميزانيتها معقولة وتخوّلها صناعة ثلاثة مسلسلات سنوياً بمستوى إنتاجي لائق، إلا أن توزيع الحصص على عدد كبير من الأعمال يجعل المآزق تتكرر في مسألة استقطاب نجوم مكرّسين!