من المؤكّد أن المخرج سامر البرقاوي ترك الحرية للممثلة ختام اللحام التي تلعب دور أم شاهين (عبده شاهين) للتعبير عن فقدان ابنها الوحيد في مسلسل «الهيبة..الحصاد» (كتابة باسم السلكا وإنتاج «صبّاح إخوان» /mbc و mtv). هذا المشهد لا يحتاج لنصّ مكتوب تندب فيه الأم وحيدها بعبارات كُتبت بحبر على ورق وخطّت مشاعرها وحفظتها الممثلة غيباً. بل هذه اللقطة تحديداً لا تصلح للكتابة، بل لإيجاد التعابير التي يتداولها أهل الفقيد في الأحياء والقرى البعيدة حيث كانت تجري أحداث «الهيبة». هناك حيث الموت له هيبته، والكلمات لها عباراتها الثقيلة والحزن واضح كالبصمة في أعين أهل الفقيد. هكذا، وجدت النجمة المخضرمة نفسها أمام قبر شاهين الذي قتله إبن عمه جبل (تيم حسن)، انتقاماً منه بعد خيانته له، ففجّرت كل حزنها بأداء محترف. بعيداً عن سيناريو المسلسل الذي يعود بموسمه الثالث وربما يتمّ التحضير لجزء رابع منه، كان لا بدّ من التوقّف عند العزاء الذي أقامته أم شاهين بعدما غُدر بابنها في عزّ شبابه. قتل شاهين وفجعت والدته بالخبر، بينما ناهد (أم جبل/ النجمة منى واصف) دفنته في قلب قصرها ليكون عبرة للخائنين، وتلذّذت بدمائه التي روت الأرض. نبشت أم شاهين القبر، و«تمرغمغت» بترابه على وجهه. حفرت بأظفارها قبراً كانت تتمنى أن يكون مسكنها الأبدي، لكن ولدها سبقها إليه. قتل وحيدها غدراً، فكيف للأم أن تتحمّل هذا الوقع؟ تركت الممثلة العنان لعبارات مألوفة ومتداولة في القرى والمناطق النائية حيث للموت قيمة لا تضاهيها مناسبة حزينة. «يا أمي، ضيعان شبابك. الله يحرق قلبك يا هاند». نتفت شعرها وندبت فقيدها. دعته للخروج من القبر ليستأنس معها وتشمّ رائحته. تلحفّت بالتراب من رأسها لأسفل رجليها، وسط عبارات تدخل الوجدان. مشهد صادق يحرّك قلب كلّ أم فقدت عزيزها. ختام «مجرمة» تمثيل، فكيف حملت كل هذا الحزن في قلبها وفجّرته أمام الكاميرا!...
«الهيبة..الحصاد» يومياً 20:30 على mtv
على mbc يومياً 18:00 بتوقيت بيروت