دخلت الفنانة السورية نسرين طافش «نادي الرجال السري»، ليكون الفيلم الذي يعرض حالياً بوابتها الأولى إلى السينما المصرية. ابنة حلب التي تعود أصولها لأربع دول عربية، تظهر إلى جانب الفنان المصري كريم عبد العزيز. الشريط الذي كتبه قصته أيمن وتار، العضو السابق في فريق باسم يوسف، وأخرجه خالد الحلفاوي، مرشح ليكون أضخم إنتاج سينمائي في موسم 2019، ويحقق خلال عرضه في دور السينما المصرية والعربية هذه الأيام نجاحاً كبيراً، واستطاع تحقيق المرتبة الأولى في الإيرادات.تبدأ قصة «نادي الرجال السري» مع أدهم، طبيب الأسنان الذي تدور أحداث الفيلم حوله، ويجسده كريم عبد العزيز الذي يعود إلى السينما بعد غياب دام 5 سنوات، بعد فيلمه «الفيل الأزرق».
يتعرض أدهم للمراقبة الدائمة من زوجته هاجر، لغيرتها الشديدة عليه، حيث تعد عليه أنفاسه وتسيطر على كل حياته، تختار ملابس رديئة له، وترش عليه عطوراً منفرة للنساء، وتعيّن قريبتها جاسوسة عليه في العيادة، وتجسد شخصية الزوجة الفنانة غادة عادل.
الزوج مسلوب الإرادة ظاهرياً، يعيش في الخفاء حياة أخرى لا تعرف الزوجة شيئاً عنها رغم مراقبتها الشديدة والدقيقة لكل تحركاته، ويقيم علاقات غرامية مع عشرات الفتيات، من أبرزهن فريدة، التي تقوم بدورها نسرين طافش، ويدعّي أمامها أنه «الطيار طارق».
ويظهر في بدايات الفيلم أن أدهم عضو مؤسس في «نادي الرجال السري»، وهو منظمة تسهّل خيانة الأزواج، ويقع أسفل صالون حلاقة في حي شعبي، ويتزعم النادي «حيرم» ويجسد الشخصية بيومي فؤاد، ويمسك بكل الخيوط ويتدخل فى التوقيت المناسب لإنقاذ المواقف التي يتعرض لها الرجال «الخونة»، ولديه حلول فورية وسحرية لكل المشكلات.
يتعرف أدهم على «فؤاد»، وهو رجل يملك سلسلة فنادق ومطاعم، ولديه رغبة جامحة في خيانة زوجته، ولكنه لا يعرف السبيل إلى ذلك، ويلعب هذا الدور الفنان ماجد الكدواني، ومن أفراد النادي معتز التوني الذى يعمل طبيباً شرعياً داخل مشرحة وثلاجة للموتى.
يصنف الفيلم ضمن الفانتازيا الكوميدية، بتلقائية كريم عبد العزيز وخفة ظله، وهو الذي ينحدر من أسرة فنية عريقة (والده المخرج محمد عبد العزيز)، ويقدم نجم «الباشا تلميذ» خلطة سحرية من الكوميديا الرصينة البعيدة عن الابتذال والتهريج.
فيما يبتعد المخرج خالد الحلفاوي عن تقديم أي رسائل سياسية، ويتبع في الفيلم منهج «الضحك من أجل الضحك»، ويقدم صاحب «زنقة الستات» محتوى بعيداً عن المكرر والمستهلك، وهو ابن العائلة الفنية المعروفة (والداه الفنانان الكبيران نبيل الحلفاوى وفردوس عبد الحميد).
ويقدم المؤلف أيمن وتار سيناريو ذكياً وعبقرياً، وفكرة أصلية مبنية على القصة والموقف الكوميدي وليست مجرد تقديم «إفيهات» منعزلة عن سياق الفيلم كما جرت العادة في الأفلام المصرية، ووظف وتار نفسه كممثل فى دور صغير في الفيلم تميز فيه من خلال جسده شديد الترهل، من دون إسفاف.
أما الفنان ماجد الكدواني فقد امتازت شخصيته بالاتزان النفسي والكوميدي طوال الفيلم، وقدم شخصية بسيطة وتلقائية وسلاسة مضحكة، دون وجود نكتة أو «إيفيه» أحياناً!
تضمن الفيلم أداء استثنائياً للفنان بيومي فؤاد، وحمدي الميرغني، مع ظهور سريع لكل من أكرم حسني وأحمد أمين وهشام ماجد، وحقق هؤلاء النجوم إضافة نوعية للفيلم، ويكاد يكون مشهد الطبيب البيطري ومشاهد الهروب إلى المزرعة والقصر من أهم العروض الكوميدية التي قدمت في السينما المصرية خلال السنوات الأخيرة.
أما الظهور النسائي، فكان الأقل تأثيراً في الفيلم، بدءاً من الزوجة المخدوعة غادة عادل، التي بدا أداؤها باهتاً وبارداً طوال الفيلم، فيما لم يضف حضور نسرين طافش بشخصية فريدة قيمة فنية كبيرة للفيلم، مع اهتمام زائد بالشكليات، وصعوبة أداء اللهجة المصرية أحياناً، وهو أمر يبدو مبرراً كونها التجربة الأولى لنجمة مسلسل «صبايا» في السينما المصرية.
يمتاز فيلم «نادي الرجال السري» بالخفة وربما لا يعجب النقاد في المهرجانات، لكنه لا يغرق كثيراً في الشعبوية، ويقدم خليطاً جيداً بين الصناعة السينمائية الاحترافية، والتوجه نحو الجمهور العريض.
الفيلم يحقق الفيلم نشوة انتصار زائفة للرجل على المرأة، ويغذي طموحه بالحصول على عدد غير متناه من العشيقات، ويبرر «الخيانة» في إطار فانتازي كوميدي، وتسليعاً نمطياً واضحاً للمرأة كونها مجرد مصدر لإشباع رغبات الرجال الجنسية! الفيلم الذي يعرض في الصالات اللبنانية حالياً، يقع في الختام بمشكلة تقع بها معظم الأعمال الكوميدية العربية، وهي ضرورة إنهاء الفيلم بحالة تراجيدية حزينة، أو موعظة وفكرة إنسانية عميقة. وبعد جملة من المواقف الكوميدية العبثية، يجد المشاهد نفسه أمام خطاب جدي يشبه الدراما التركية، وكأنه جاء إلى دار السينما لمناقشة الأزمات الزوجية!