بفستان أسود، مقفل برّاق، أطلت النجمة الأميركية ماريا كاري أمس على جمهورها السعودي، في مظهر خالف كل التوقعات، وحتى دأبها الدائم على ظهور بملابس مفتوحة و«جريئة». الحفلة التي أحيكت حولها العديد من الإشكاليات الجدلية، أقيمت أمس في «مدينة الملك عبد الله الإقتصادية» في جدة، وغنت فيها كاري لنحو ساعة ونصف الساعة، وأحيطت بحراسة شديدة. نجمة البوب الأميركية، حضرت الى المملكة قبل وقت قصير من حفلتها، ولم تقم طويلاً هناك. الإعلام السعودي بكل متفرعاته، تفرّغ لمواكبة هذا الحدث، والتحشيد له إلكترونياً. وفيما عبّرت كاري، مرات عديدة، على المسرح الذي أنشىء خصيصاً لحفلتها (ترافق مع تجهيزات ضوئية ولوجستية محترفة)، عن «فخرها وإعتزازها» بإحياء هذه الحفلة للمرة الأولى في السعودية، ضربت بعرض الحائط، كل المناشدات الإنسانية التي سبقت هذه الحفلة، أبرزها من علياء الهذلول شقيقة المعتقلة في السجون السعودية لجين الهذلول. إذ طالبتها بأن لا تنسى شقيقتها، كإحدى المدافعات عن حقوق النساء، وتذكرها على المسرح. انضمت الهذلول الى باقي الناشطات، اللواتي انبرين في الأيام القليلة الماضية، لمحاولة إيصال الصوت الى النجمة الأميركية. لكن هذا الأمر لم يحصل، لتبقى صورة ماريا كاري، كإحدى النجمات العالميات، اللواتي حضرن الى المملكة، ومنحنها وجهاً «حضارياً» و خالياً من أي إنتهاكات لحقوق الإنسان!