«هبط» وديع الشيخ على الساحة الفنية بين ليلة وضحاها. في إحدى المقابلات، يقول الشاب اللبناني إنّه كان موجوداً على الساحة الغنائية قبل سنوات طويلة، ولكن عام 2018 أسهم في بروز اسمه وتثبيته على الساحة الفنية بعدما احتلّ النوادي الليلة. ينحدر الشيخ من إحدى قرى البقاع الشمالي، وتحوّل إلى «ظاهرة»، وراح القائمون على النوادي الليلية يتسابقون للتعاقد معه. ارتفع منسوب الـ «إيغو» عند المغنّي في الفترة الأخيرة، وعندما حلّ ضيفاً على برنامج «عا المكشوف» (لدانيا الحسيني) على قناة otv، كشف أنه «يتعرّض لمحاولات اغتيال، لذلك هو محاط بعدد من حرّاس الأمن»! راح المغني يصف معاناته مع محاولات القتل، لأنّ أغنياته أصابت الساحة الفنية وأهلها بـ «هزّة»! تصريح «خطير»، يعدّ بمثابة إخبار لا بد أن يدفع الأجهزة الأمنية إلى التحرّك للتحقيق مع «النجم» وطلب حمايته حفاظاً على حياته! لكن هذا التصريح شكّل مادة دسمة للنكات على السوشال ميديا، إذ راح البعض يركّب فيديوات مضحكة مستوحاة من كلام الشيخ. فأيّ هزّة أحدثها على الساحة؟!
لا يتوقّف الشيخ عند هذا التصريح، بل يعود ويلفت في المقابلة التلفزيونية عينها إلى أنّه من شدّة جماهيريته فإنّ صوره منتشرة على «كوفرات» (covers) الهواتف النقالة! لكن من هو وديع الشيخ حقاً؟ وكيف لشخصيّته أن تكون بهذه الأهمية بينما لا يعرفها أحد؟
تلفت مصادر لـ «الأخبار» إلى أنْ ليس في رصيد الشيخ أيّ أغنيات خاصة ضاربة، بل هو من المغنين الذين يجدّدون أعمال غيرهم، وتحديداً أغنيات زميله مجيد الرمح. فالأخير شاب يملك صوتاً جبلياً ومعروف بأعماله الشعبية التي تتلاءم مع أجواء الأعراس، كذلك فإنّه طرح مجموعة أعمال معروفة وذات إيقاع سريع من بينها: «جاني خبر زفافها اليوم»، و «مرّت الأيام وأنا وحدي»، و«ظالم»، و«يا خسارة الأيام»... أعمال كتب الرمح غالبيتها، مكتفياً بألحان بسيطة، في الذي كان الطبل أداة أساسية فيها. هكذا، أعاد الشيخ تلك الأغنيات المعروفة سابقاً أصلاً، ونقلها إلى أجواء النوادي الليلية التي تميل غالباً نحو الأغنيات الأجنبية الرائجة. وهنا كانت نقطة التحوّل!. خاصة أن أغانيات الشيخ شملت مصطلحات دينية وطائفية.
تلك النوادي كسرت «تابو» الأغنيات الشعبية، وأدّاها الشيخ بطريقة حماسية ولهجة بقاعية بحتة على طريقة الـone man show. مع العلم بأنّ مجيد الرمح يشير في اتصال مع «الأخبار» إلى أنّه لا يعرف الشيخ إطلاقاً، مستغرباً استغلال أعماله بهذه الطريقة من دون الرجوع إليه ومراعاة حقوق الملكية الفكرية. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ «ظاهرة» وديع الشيخ موجودة في العالم العربي بنحو لافت. والغريب أنّ دفع مبالغ مالية كبيرة لإنتاج أعمال فنية لا يحقق لها النجاح المرجو، بينما تحقق أغنيات شعبية وبسيطة نجاحاً ساحقاً.