لم تكن سندس القطان معروفة في الكويت، بل كانت خبيرة تجميل عادية تقتصر تعاملاتها مع بعض الفنانات. لكن مع فورة السوشال ميديا في السنوات الخمس الأخيرة، تحوّلت الشابة إلى حديث وسائل الإعلام، وأصبحت مدوّنة متخصصة في عالم التجميل يتابعها أكثر من مليوني شخص على إنستغرام، وتروّج لنفسها عبر الفيديوات التي تقدّم من خلالها للناس نصائح لوضع المكياج والاهتمام بالبشرة.وسط هذه الفورة الافتراضية، تعاقدت سندس مع أهم شركات مستحضرات التجميل حول العالم للترويج لمنتجاتها.
في نهاية الأسبوع الماضي، أحدث فيديو نشرته خبيرة التجميل الكويتية خضّة على مواقع التواصل ووصل صداه إلى وسائل الإعلام الأجنبية (صحيفتَيْ الـ «إنتدبندنت» والـ «غارديان» البريطانيتَيْن مثلاً). في المقطع المصوّر القصير، انتقدت القطان الشروط الجديدة المفروضة على أرباب العمل في عقود استقدام عاملات المنازل الفلبينيات إلى الكويت، واصفة إيّاها بالـ «مسخرة».
لم يمر وقت طويل على انتشار الفيديو، حتى بدأ الهجوم على سندس من كل حدب وصوب. حاولت المدوّنة أن «تلفلف» الموضوع قليلاً، إذ توضيحاً على صفحاتها قائلة إن «جواز سفر أي عامل وافد يجب أن يبقى في حوزة صاحب العمل، لحماية مصلحة الأخير بصرف النظر عن جنسية أيّ منهما». وأردفت: «لم أسئ معاملة أي من العاملين لدي، لا حالياً ولا في السابق، ولم أحطّ من قدر أحد تحت أيّ ظرف كان».
غير أنّ هذا الكلام لم يشفع لها، بل إستمرّ الهجوم بوتيرة أكبر. وأخيراً، أعلنت شركة «ماكس فاكتور أرابيا» المتخصصة بالماكياج عن وقف تعاملها مع سندس بسبب «تصريحاتها العنصرية». ونشرت الشركة الشهيرة على صفحتها على إنستغرام توضيحاً قالت فيه إن «مبادئ «ماكس فاكتور» ترتكز على تمكين النساء ودعمهن للتعبير عن شخصياتهن بغض النظر عن أعراقهن ووظائفهن». كما سارت شركة M. Micallef الفرنسية للعطور، ومؤسسة Chelsea Beautique اللندنية لمستحضرات التجميل على الدرب نفسه، فيما تتجه الأنظار إلى جهات بارزة أخرى اشتهرت القطان بالتعاون معها.