في الوقت الذي تستعد شركات الانتاج للكشف عن أوراقها قبل خوض السباق الرمضاني، كان المشاهد الجزائري على موعد مع الاعلان الصادم الذي نشره مجمع «الشروق للاعلام» (مجموعة قنوات خاصة وعامة). إذ أعلن عن ايقاف تصوير مسلسلي «الرايس قورصو» و«تلك الأيام». وأرجع ذلك إلى «ظروف مادية بحت» كما جاء في البيان. مع العلم إلى أنه جرى توقيف التصوير منذ الخامس من أبريل (نيسان) الجاري. أحدث الخبر الكثير من الجدل، نظراً للآمال العريضة التي علّقت على العملين اللذين توقّع الجميع أن يشكّلا نقلة نوعية في مسار الدراما الجزائرية، ورافقتهما تغطية إعلامية، قبل أن تضرب القناة كل هذه الآراء بعرض الحائط وفي توقيت حساس، سيما أن أسابيع قليلة تفصلنا عن رمضان. يعتبر مسلسل «الرايس قورصو» العمل الأضخم في تاريخ الدراما في الجزائر، ويحمل بصمة المخرج المصري عادل أديب. كان يتمّ تصويره في تركيا حيث إنطلق منذ البداية وفي مواقع التصوير نفسها التي احتضنت المسلسل التركي الشهير «حريم السلطان». كما تولّى الكوميدي الشهير صالح أوقروت بطولة العمل، والممثل سيد أحمد قومي وفنانون من تونس. تدور أحداث المشروع حول شخصية قرصان يواجه الكثير من العراقيل، وهي مأخوذة من الرواية الشهيرة «الكونت دي مونت كريستو» للفرنسي المعروف ألكسندر دوما. مع العلم أنه سبق لأنور وجدي أن طرح الفكرة نفسها في فيلم حمل عنوان «أمير الانتقام» (1950). أما المسلسل الثاني، فقد إستفز ايقافه الجزائريين على السوشال ميديا ليعبّروا عن رفضهم للخطوة من خلال هاشتاغ #الجمهور_ضد_توقف_تلك_الايام. علماً أنّه صوّر بين الجزائر وتركيا. العمل من بطولة من بطولة حسان كشاش ونجمة «ستار اكاديمي» كنزة مرسلي، وفتحي نوري، وسارة لعلامة، وتدور احداثه حول العشرية السوداء التي عرفتها الجزائر. وعزت بعض الأخبار التي نشرت على المواقع الفنية الجزائرية، سبب إيقاف المسلسلين إلى ضغط من السلطات التركية التي تدخّلت لدى نظيرتها الجزائرية من أجل إيقاف العرض. جاء ذلك بعدما علمت السلطات التركية بوجود كادر فني في فريق العمل، من أصول تونسية ويحمل الجنسية التركية وهو عنصر فاعل في جمعية «خدمة» التابعة للمعارض التركي فتح الله غولن.