قبيل انطلاق الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية المصرية المحسومة أصلاً بين 26 و28 آذار (مارس) الحالي، أصدر الفنان المصري الشاب المقيم في السويد، رامي عصام، قبل أيّام أغنية جديدة بعنوان «بلحة» عبر يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي.
استوحى مطلع الأغنية من عمل مصري تراثي أدّاه قبل عقود الملحن خفيف الظل أحمد شريف: «يا حلوة يا بلحة يا مقمّعة». أُطلقت الأغنية يوم الإثنين الماضي، وحصدت عبر قناة عصام الخاصة على يوتيوب حوالي 696 ألف مشاهدة حتى كتابة هذه السطور، فيما انقسمت آراء المصريين حولها، وفقاً لمواقفهم السياسية طبعاً. فبغض النظر عن مستواها الفنّي الذي رأى عدد من روّاد السوشال ميديا أنّه «رديء»، تحمل الأغنية رأياً سياسياً واضحاً معارضاً للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي: «يا حلوة يا بلحه يا مقمّعة/ خلّصتي سنينك الأربعة... طوّلت علينا بطلتك/ وزهقنا خلاص من خلقتك/ فـ إلهي ينوّر صلعتك/ ويصيبك حظك م الدعا/ وتلمّ فإيدك شلّتك/ وتنوّر سجن المزرعة...». وبينما قال معلّقون أنّ الأفكار التي تحتويها الأغنية «سحطية» وقد «لا تخدم المعارضة أيضاً»، شدّد أحدهم على أنّها «يجب أن تكون الشعار الرسمي لحملة السيسي»، فيما اعتبرت أخرى أنّ «الأسلوب المعتمد في كتابة الكلمات ذكي وساخر، لا سيّما أنّه لا يأت على ذكر السيسي إطلاقاً». علماً بأنّ هناك مَن وصل به «اليأس» إلى درجة الأستناد إلى ظهور ابن مدينة المنصورة بشعر طويل مجعّد مرتدياً سترة من الفرو الأبيض للتصويب عليه وانتقاده!
ومنذ قليل، ذكر موقع «المصري اليوم» أنّ المحامي سمير صبري تقدّم ببلاغين عاجلين للنائب العام نبيل صادق، ونيابة أمن الدولة العليا، والمدّعي العام العسكري، ضد عصام وكاتب أغنيته جلال البحيري. قدّم صبري البلاغ الأوّل للنائب العام ضد رامي عصام بسبب الأغنية التي «تطاول فيها على الدولة المصرية وأساء فيها لشخص الرئيس وإنجازاته». أما الثاني، فتقدّم به للنائب العام والمدّعي العام العسكرى ضدّ البحيري لإصداره ديواناً بعنوان «خير نسوان الأرض»، «يطعن فيه في أشرف خلق الله النبي محمد، ويتطاول على القوات المسلحة ويشكك فى إمجادها ومعاركها».
يذكر أنّ الجمهور تعرّف إلى رامي عصام في «ميدان التحرير» في القاهرة أثناء «ثورة يناير» في العام 2011، حيث لحّن شعارات ردّدها المعتصمون، وفيما استمرت الاحتجاجات بعد رحيل حسني مبارك تعرّض الشاب المولود في العام 1987 للضرب بالعصي على يد عدد من رجال الأمن ثم اعتقل مع مجموعة من الشباب عندما اقتحم الجيش الميدان في 9 آذار. وفي عام 2014، ترك بلاده وتوجّه إلى السويد حيث لا يزال يقيم. في رصيده ألبوم «منشورات» (2012)، تبعه ميني ألبوم بعنوان «مسلّة» في السنة نفسها.