وفقاً لقواعد المعلّم الروسي قسطنطين ستانيسلافسكي (1863 ــ 1938) في فنّ التمثيل، فإنه يتوجّب على الممثل أن يتمتّع بمخيلة خصبة كواحد من المبادئ الأساسية التي تحكم آلية عمله بشكل منهجي، إلى جانب مجموعة مبادئ لخّصها صاحب «إعداد الممثل» في: الفعل المسرحي، وتركيز الانتباه، والاسترخاء، والوحدات والأهداف، والإيمان والإحساس بالصدق، والذاكرة الانفعالية، والاتصال الوجداني، والتكيّف، والقوى المحركة الداخلية، وخط الفعل المتصل، وحالة الإبداع، والهدف الأعلى والعقل الباطن.
إذاً إلى جانب مجموعة أسئلة يطرحها الممثل على نفسه في المراحل التحضيرية للشخصية وكيف تصوغ ردود أفعالها، فإنه يتوجّب عليه أيضاً أن يخلق جانباً وهمياً لشخصيته، يستمدّ قوامه بشكل أساسي من مخيّلته. تلك حصيلة الجلسات مع الممثل السوري الشاب فراس الحلبي (الصورة/1986) الذي يتصدّى لأوّل دور بطولة تلفزيونية مع المخرجة رشا شربتجي في مسلسلها «شوق» تأليف حازم سليمان وإنتاج «إيمار الشام» (باسم زيتون). يطلّ في المسلسل كل من: باسم ياخور ونسرين طافش، وسوزان نجم الدين، ومنى واصف، ووفاء موصللي وجوان خضر. يجرّب الممثل أن يستعيض عن خبرته الأكاديمية بما راكمه من تجارب مسرحية، ويعتمد بشكل محوري على شغفه بالمهنة التي أحبّها، فسرقته من عمله كمحامي، إضافة إلى ما إتّبعه من دورات في فنّ الأداء. يتفرّغ الحلبي بحسب حديثه معنا بشكل كلّي لدوره إلى جانب إدارته التنفيذية لـ «إيمار الشام» وفي تجربته مع واحدة من أهم مخرجات الوطن العربي. يطوّع مشاهداته خلال ست سنوات حرب، إضافة إلى ذاكرته البصرية الحيّة والقريبة للكثير من الأحداث اللاهبة، إلى جانب ما سيصنعه من خطوط عملية وتفاصيل متخيّلة. أما عن سيرته في المهنة الإبداعية، فيختصر بالقول: «أحمل عضوية «نقابة المحامين» فرع اللاذقية، وعملت ممثلاً في المسرح الجامعي- جامعة تشرين- والفرقة المركزية منذ العام ٢٠٠٨. شاركت في العديد من الأعمال المسرحية منها «العميان» لموريس ميترلنك و«الملك هو الملك» لسعدالله ونوس، و«حفرة» لوليد إخلاصي. واظبت على المشاركة في دورات مسرحية عن إعداد الممثل، أهمها الدورة النموذجية التي أقامها النجم السوري الراحل نضال سيجري». أما عن دوره في مسلسل «شوق»، فيشرح «ألعب دور باسم، وهو أحد أفراد المعارضة المسلحة التي تنحو بسلوكها نحو المافيوية وشغل العصابات. هكذا، تخطف الناشطة روز (سوزان نجم الدين) التي يتعرّف إليها في ما بعد ودورها كناشطة في الفعاليات الإنسانية للأزمة السورية. يحتفظ باسم في قرارة نفسه بالكثير من الأفكار التي كان يعتقد للحظة أنه يقاتل من أجلها، ثم يكتشف فداحة ما حدث بعد فوات الأوان. ينتقل باسم من دور السجان لروز إلى دور أكثر فعالية، ثم يتعرّض لمحاولة قتل من قبل التنظيمات الإرهابية نفسها». لكن كيف ستنتهي رحلة باسم؟ وما الدور الذي يلعبه في حياة روز؟ وما هو التغيير الجذري الذي سيطرأ على حياته بسبب هذه الفتاة؟ أسئلة يتركها الحلبي لحين المشاهدة حتى لا تفقد هذه الشخصية أهم ميزاتها في التشويق!.