من الصعب على أيّ فنان أن يجسّد دوراً له علاقة بمرض السرطان، وهو لا يعاني من هذا المرض أصلاً. هنا المهمة الكبرى تقع على عاتق الفنان، لأن عليه تقمّص أوجاع المريض ونقلها إلى المشاهد بكل حرفية ومن دون أي تزوير للمشاعر. هذا الأمر لم يكن صعباً على هند صبري التي تلعب بطولة مسلسل «حلاوة الدنيا» (تأليف ورشة كتابة تامر حبيب وإخراج حسين المنباوي). العمل الذي تعرضه قناة cbc يدخل في تفاصيل حياة أمينة الشماع (هند) التي تكتشف إصابتها بـ «اللوكيميا» خلال تحضيراتها للزفاف.
هنا تبدأ حكايتها المؤثرة التي تلمس كل من يتابع المسلسل. يتّفق الجميع على أن العمل الاجتماعي مؤلم وحسّاس جداً، كما أنه «ثقيل» في رمضان. أيّ أن المشاهد يبتعد في شهر الصوم عن حالات المرض والحزن، ويتّجه غالباً نحو المشاريع «اللايت» كي لا يتأثر نفسياً. لكن مع إنتشار مرض السرطان بشكل ملحوظ في العالم العربي، جاء «حلاوة الدنيا» ليعطي جرعة أمل للمصابين بأن الحياة أمامهم. فقد خرج العمل متكاملاً إلى المشاهد، وعرفت هند كيف تدقّق بأصغر التفاصيل التي يتعرّض لها المصاب. قصة مؤثرة، تلمس كل واحد منا. لكن الجديد في «حلاوة الدنيا» أنه حقّق نجاحاً آخر، عندما أدخل إلى حلقاته قصة مرض حقيقية. لإضافة لمسة خاصة على المشروع الاجتماعي، أطلّت في الحلقة السادسة من «حلاوة الدنيا» مصممة الأزياء ياسمين غيث (الصورة) التي لعب دور هبة المصابة بمرض العضال. ياسمين هي فعلاً مريضة سرطان ثدي، أطلّت بكل ثقة في العمل ولعبت دورها على أكمل وجه. بدت ياسمين صادقة بكل المشاهد التي لعبتها، ونقلت رسالتها بشكل حقيقي من دون تمثيل. كما نشرت سابقاً فيديو تسجيلياً لها قبل عام تقريباً، تروي حكايتها مع المرض، وكيف إكتشفته صدفة، ومراحل علاجها. ياسمين هي واحدة من الملايين المصابات بسرطان الثدي، لكنها كانت الأجرأ عندما فتحت قلبها للمتابع وأعلنت عن معركتها الوجودية.

«حلاوة الدنيا» يومياً 16:00 بتوقيت بيروت على قناة


cbc