بين «العاصفة تهب مرتين» (إخراج ميلاد هاشم)، و«نساء في العاصفة» (العملان من كتابة شكري أنيس فاخوري)، تاريخ ذهبي ساد في تسعينيات القرن الماضي على شاشة «تلفزيون لبنان»، مسجلاً تحولاً في الدراما وحلقاتها الطويلة غير المملة بل المشوقة والمنتظرة من قبل اللبنانيين، ومحاكاتها الواقع الإجتماعي، وإعادة سرد ومعالجة المشاكل الإجتماعية. عام 1995، خرج «العاصفة تهب مرتين»، تلاه بعد عامين «نساء في العاصفة»، جسدت بطولتهما بجدارة الممثلة اللبنانية رولا حمادة (الصورة)، وما زال العملان الى اليوم ــ سيما لجيل تلك المرحلة ـــ يشكلان علامة فارقة في الدراما التلفزيونية، ولو مرت أعوام كثيرة، وبانت ثغر العملين التقنية والفنية، من ديكورات وتصوير وإضاءة، وما شابه.
في أيلول (سبتمبر) 2014 ودّعت الشاشة الرسمية زمن الأسود والأبيض، وانتقلت الى البرمجة الجديدة. لكن مع مطلع العام الجديد، عادت الشاشة عينها لعرض «نساء في العاصفة» الذي يمكن تصنيفه بأنه يقع بين زمنين: زمن الأسود والابيض، وزمن الألفية الجديدة. مع هذه العودة قبل نشرة الأخبار المسائية الرئيسية (19:30)، لا شك في أنّ العديد من المتابعين/ات متشوقون لإعادة تحريك الذاكرة الجميلة، ومتابعة أحداثه، ولو بعد مرور كل هذه الأعوام. هذا الأمر قد يكون مقبولاً وعادياً، لكن المفاجأة كانت، أمس، حين عرضت الحلقة الأولى من «العاصفة تهب مرتين» على... otv. لحظة غير منتظرة وملفتة في توقيتها أيضاً. القناة البرتقالية تعرض عملاً عمره ناهز الـ 21 عاماً. لوهلة، بدت صورة عن «تلفزيون لبنان»، ولم لا؟. ربما أرادت otv، تقمص دور هذه الشاشة الرسمية، ومحاكاتها، لتكون بديلاً لها ولو شكلياً، وراعية العهد الجديد.