استحقّت الحملة الإعلانية التي أطلقتها شركة Always الفوز بالمرتبة الأولى ضمن الإعلانات المعروضة في الـ Super Bowl XLIX 2015. الإعلان الذي أُطلق في تموز (يوليو) 2014 حمل على عاتقه تغيير أفكار وكليشيهات كثيرة بحق المرأة. في هذا العمل، طلبت المخرجة لورين غرينفيلد الحائزة جوائز عدة من أناسٍ من كل الأعمار أن يركضوا ويقاتلوا ويرموا الكرة.
أضافت عبارة «مثل فتاة» على كل فعل يقوم به هؤلاء، فأدوا الحركة بطريقة استهزائية. بعد ذلك، طلبت من فتيات لم تتجاوز أعمارهن الـ 13 عاماً أن يقمن بكل ما أوتين به من قوة بالركض والقتال ورمي الكرة. ثم سألت صبياً بعدما قلّد ركض الفتيات «هل تعتبر أنك أهنت أختك؟» فأجابها بالنفي ليستدرك أنه قام فعلياً بذلك من دون أن يعي ذلك. بدا الحرج على ملامحه وشعر بالذنب كما فتيات أكبر سناً منه قمن بإهانة أنفسهن من دون إدراكهن لعمق ما قمن به. تأتي فتيات السبع والعشر سنوات ليشرحن لنا ماذا يعني أن نركض كفتاة فيجبن: «أن أركض بأسرع ما يمكنني». هكذا، برهنّ كيف لوّث المجتمع قدرة المرأة ونظرتها إلى نفسها وإلى الجنس الآخر. قالت فتاة أخرى إنّ الصفة تدل على أنه شيء سيء أو كأن أحدهم يحاول توجيه إهانة ما. أتت هذه الحملة لتعزيز ثقة المرأة بنفسها، خصوصاً خلال فترة عادتها الشهرية حيث تهبط ثقتها بنفسها بسبب العوامل البيولوجية.
لا شك أن شركة Always كانت ذكية في الترويج لمنتجها عبر طرح قضية إنسانية من دون أن يكون الهدف تجارياً وتسويقياً فقط. اختارت Always الأميركية غرينفيلد لتخصّصها في القضايا الجندرية وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين الذي ترجم في أعمالها الفوتوغرافية وأفلامها الوثائقية. تميّزت غرينفيلد باتباعها المثل الفرنسي «الجمال في البساطة» خلال تصوير الحملة. لم يكن الاستديو سوى عبارة عن غرفة كبيرة يواجه الشخص الكاميرا ويستمع لما تطلب منه، فجاء الطرح مدوياً وأصاب في الصميم.