من بيروت، أطلقت الفرقة العراقية الشابة ألبومين: واحداً عربياً وآخر أجنبياً، وحيّت بلاد الرافدين من خلال أغنية تدعو إلى الوحدة والسلام

هناء جلاد
ألبومان غنائيان أطلقتهما فرقة UTN1 العراقي دفعةً واحدةً خلال حفلة عشاء أقيمت في «ميوزكهول» (ستاركو ــــ وسط بيروت). وكان الفريق نفسه قد أطلق أغنيتين منفردتين هما «جميلة» و«لغة العين» من بيروت أيضاً. وعن اختيار العاصمة اللبنانية للإقامة والعمل، يقول مؤسس الفرقة آرت إنّ لبنان هو وطن لكلّ الشعوب وقد وجدت فيه الفرقة ملاذاً آمناً بعد اضطرارها لمغادرة العراق وتعثّر مسيرتها الفنية، إلى أن تبنتها فضائية «الآن» التي هي الشركة المنتجة للألبومَين.
وكان لافتاً خلال الحفلة حضور السفير العراقي إلى الكواليس ومغادرته قبل بدء العرض، بسبب تفجيرات بغداد المأساوية.
وبالعودة إلى مجريات الحفلة، أدت الفرقة أغنيات روك صاخبة، إضافة إلى أغان رومانسية باللغة العربية. واختُتم العرض بأغنية «إيد وحدة» التي تدعو إلى السلام ووحدة الشعب العراقي. وقد حضر الحفلة مجموعة من العراقيين الموجودين في لبنان، وبدا تفاعلهم واضحاً مع هذه الأغنية.
شاركت في العرض فرقة عزف متخصصة، إضافة إلى فرقة رقص مؤلفة من أربع فتيات قدّمن لوحات تعبيرية مختلفة. أما الحدث الأبرز فكان غياب نديم العضو الخامس في الفرقة إلا من خلال عرض فيديو كليب مصور تحت إدارة المخرج أوليفر عجيل لأغنية «الآن». وكانت هذه الأغنية قد انتشرت مع بداية الصيف الماضي عبر أثير الإذاعات المحلية، وأوقفت لاحقاً في انتظار اتضاح الوجهة العامة للألبوم الغربي، إضافة إلى مغادرة نديم الفرقة نهائياً.
ومن مجريات الحفلة أيضاً، عرْضُ شريط وثائقي كشف عن شخصيات أعضاء الفرقة حسن، وشانت وآرت وأخلد، وسلّط الضوء على المواهب المختلفة التي يتمتّع بها المغنون الشباب لناحية التلحين والكتابة والعزف على آلات موسيقية متنوعة. وكشفت الأغاني التي غنتها الفرقة باللغة الأجنبية عن انجذابها إلى الفن الغربي. وعن هذا الموضوع يقول آرت: «نحن نحتاج إلى استخدام لغة الغرب للوصول إليه وإعلامه بوجودنا كفنانين عراقيين، لذا قدمنا ألبوماً كاملاً باللغة الإنكليزية بألوان غنائية غربية مختلفة، منها الروك والبوب».

حضر السفير العراقي إلى كواليس الحفلة ليشجّع الفريق
ويستعيد آرت لحظات مغادرة العراق، مؤكداً أنّ هذا الخروج كان ضرورياً في طريق البحث عن الشهرة بسبب انعدام الإنتاج الفني وتوتّر الوضع الأمني. ويعترف بأنّ أمام الفرقة مشواراً طويلاً ولا تزال تحتاج إلى بعض الوقت للوصول إلى الشهرة الحقيقية «سبقنا فنانون عراقيون كبار في رفع راية بلادنا واليوم جاء دورنا». ويؤكد آرت تمسك الفرقة باللهجة العراقية «لمسنا قرب هذه اللهجة من الجمهور العربي، غير أننا سنقتنص الأغنية الراقية أينما وجدت ومهما كانت لهجتها. لذلك، أدينا أغنية «بدي قول» باللهجة اللبنانية».
ويحمل الألبوم العربي عنوان «تتذكرين» ويضم تسع أغان من بينها ميدلي (كوكتيل) عن الفولكلور العراقي. بينما حمل الألبوم الغربي عنوان «مرة واحدة وأخيرة» وضمّ ست أغان.
ويذكر أنّ شذا حسون كانت المغنية العراقية الوحيدة التي تجرأت على إحياء حفلات في بغداد في المرحلة السابقة، وأحرجت بذلك باقي الفنانين العراقيين. أما UTN1 فترى أنه قبل الإقدام على هذه الخطوة، يجب «تأمين الزيارة والجمهور، لأن هذه الخطوة تتخللها تهديدات أمنية في بعض الأحيان».